لاحظ العلامة أوريجانوس
أن طريق العودة إلى الحالة القديمة، أي حالة ما قبل السبي تستلزم حمل الخزي والشعور بالخجل مما ارتكبه الإنسان من خطأ ورجاسات. ففي تعليقه على العبارات السابقة يقول:
[ينبغي ألا يُمارس عمل مخزي، بل كل ما هو صالح بطبيعته، يُوجَّه إلى الله في ثقة حقيقية. ولكن بما أننا كبشر نخطئ كثيرًا... يلزمنا أن نخزى، نخفض عيوننا باتضاع بسبب جرائمنا، ولا نتقدم بوجه وقح كمن يخطئ في شيء ما قط.
فإنه خير للإنسان أن يشعر بالخزي بعدما أخطأ، خاصة وأن المخادع، صانع الشرور، كثيرًا ما يجعل الخاطئ يتصرف كأنه على حق بدلًا من أن يتذكر العقاب المستوجب. يمكننا أن نرى ونتعلم من الحياة اليومية كم من أناس بعدما يرتكبون خطاياهم لا يندمون على ما فعلوه، بل يدافعون باطلًا عن فسادهم... لهذا قيل: "فاخجلي أنتِ أيضًا..." لا تظن أن هذه الكلمة قد قيلت لأورشليم وحدها، وإنما قيلت لكل أحد منا، نحن الذين نجرد أنفسنا من الأخطاء. "ليفحص كل ما فكر به... يستحق الخزي أمام فاحص القلوب والكلى (مز 7: 10)، عندئذ يخزى عندما يميز بتدقيق الأفكار والأعمال والكلمات... ويسمع قول النبي: فاخجلي... فإن الخجل يتبع الخزي. من يمارس عملًا يستحق الخزي يجعله الله خجولًا، ويقول له: "فاخجل"].