إذ صار النبي آية لشعبه قام بعمل رمزي آخر لتأكيد حدوث السبي، فقد أمره الرب هكذا: "يا ابن آدم كل خبزك بارتعاش واشرب ماءك بارتعاد وغم، وقل لشعب الأرض: هكذا قال السيد الرب على سكان أورشليم في أرض إسرائيل يأكلون خبزهم بالغم ويشربون ماءهم بحيرة لكي تخرب أرضها" [18-19]. إنها صورة مرعبة لحياة الإنسان في خطيته تكمل الصورة السابقة: الأولون حملوا إلى السبي قسرًا وفقدوا بصيرتهم الداخلية أما هؤلاء فقد تُركوا في أرضهم لكنهم دخلوا إلى حالة جوع مع غم، وعطش مع حيرة. تفقد الخطيئة الإنسان شبعه الداخلي وارتواءه كما تفقده سلامه، لهذا يقول السيد المسيح "أنا هو خبز الحياة، من يقبل إلى فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا" (يو 6: 35). هو سر شبعنا الداخلي وارتوائنا الروحي.
أكل حزقيال خبزه بارتعاش وشرب ماءه بارتعاد وغم [18]، أما مسيحنا فقدم جسده ودمه المبذولين خبزًا محييًا، ينزع عنا الغم، ويدخل بنا إلى فرحه الأبدي.