إن يسوع لم يأتِ لملكوت أرضي والخلاص من نير الرومان السياسي كما ظنّ اليهود، وإنما لتحرير القلب من سلطان الخطيئة ومنح الخلاص. فالمسيح يسوع يملك الآن على قلوب المؤمنين، لكن ملكوت السماوات لن يتحقق تماماً إلاَّ بعد إدانة كل الشر الذي في العالم وإزالته. فالله معنا هنا وهناك، شريطة أن نستضيفه. فنداء يسوع وإعلانه "ملكوت الله" ليسا سوى دعوة يوجهها إلينا لإعداد نفوسنا لقبول الرب.
يعلق الكردينال جوزف راتزنغر (البابا بِندِكتُس السادس عشر) " عظمة رسالة الرّب يسوع المسيح تكمن تحديدًا في أنّه لم يتكلّم عن الأرواح والحياة الأبديّة فحسب، بل توجّه إلى الإنسان بكلّيّته، بجسده وبانخراطه في التاريخ وفي المجتمع البشريّ، ووعد الإنسان البشري الذي يعيش بين أناس آخرين في هذا التاريخ نفسه بالملكوت" (معنى المسيحيّة، Vom Sinn des Christseins).