العجيب أن الله في وسط هذا المُرّ يطلب من النبي أكثر من مرة أن يثبت وجهه على المدينة (3: 7) وأن يجعل ذراعه مكشوفة حين يتنبأ عليها [7]. أما تأكيد تثبيت وجهه على المدينة المحاصرة مرتين فعلامة رعاية الله لشعبه من اليهود كما من الأمم، إن الكنيسة بكل أجناسها هي موضوع رعايته وعنايته واهتمامه حتى في أمرّ لحظات التأديب. إنه يسمح لأولاده بالضيقات بكل مرارتها ومعها الخلاص.
لهذا يسمى القديس يوحنا الذهبي الفم الألم "مدرسة الفلسفة" كما يقول: [إذا أخطانا يُنهض الله علينا أعداءنا لتأديبنا، لهذا يليق بنا لا أن نحاربهم، بل نحاسب أنفسنا ونثقفها. لنتقبل الآلآم كقبول الأدوية من الطبيب لأجل خلاصنا، وكقبول التأديب من الأب حتى نتمجد. لهذا يقول الحكيم ابن سيراخ: يا بني إذا تقدمت لخدمة ربك فتأهب للتجارب واصبر].