مسئوليته كرقيب:
إذ أكل حزقيال كلمة الله وشبع منها بقى وسط المسبيين سبعة أيام في حيرة، لا يعرف ماذا يفعل، فكان صوت الرب له "يا ابن آدم قد جعلتك رقيبًا" [17]. كأن أمرين ضرورين لازمان لإقامة الرقيب: أن يأكل كلمة الله، وأن يعيش سبعة أيام وسط شعبه. أما رقم 7 فيشير إلى الكمال أو كمال أيام الأسبوع، وكأن الرقيب ليس موظفًا يؤدي عملًا بالأجرة، يعمل إلى حين ويستريح، لكنه بالحق إنسان محب يلقي بنفسه وسط شعبه كل أيام عمره لا يعرف الراحة لنفسه. حينما أراد الرسول بولس أن يصف أول قائد للشعب أي موسى النبي قال عنه: "بالإيمان موسى لما كبر أبَى أن يُدعى ابن ابنه فرعون، مفضلًا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية، حاسبًا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة" (عب 11: 24-26) هكذا ألقى موسى بنفسه وسط عار شعبه حاسبًا ذلك أفضل من أن يعيش في راحة القصر الفرعوني، تاركًا كل متعة وقتية من أجل المكافأة الأبدية. هذه هي سمات الرقيب الروحي. إنه يعمل وسط شعبه كخادم لهم، يحمل عارهم ولا يطلب ما لنفسه بل ما هو لراحتهم.