منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 01 - 2023, 02:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

الحاجة إلى القداسة (لا للخطية)



الحاجة إلى القداسة


هناك فرق شاسع بين ” القداسة ” لدى الله ، الذي ندعوه ” القدوس ” أو “كلى القداسة ” ، بين الإنسان المدعو إلى قداسة نسبية محدودة ، تتناسب مع الإنسان المحدود .
أولاً: هل القداسة ضرورة ؟
ثانيا : أعداء القداسة
ثالثا : طريق القداسة
أولاً: هل القداسة ضرورة ؟

لاشك أن حياة القداسة تبني الإنسان بكل مكوناته ، بينما حياة الخطية تدمر الإنسان كله ، فالخطية :
تدمر الروح : وتحرمها من الله وشركته وعمله .
– تدمر الفكر : وتجعله غیر منتج ولا مثمر .
– تدمر النفس : وتجعلها تعاني تعاسة الإحساس بالندم .
– تدمر الجسد : وها الأمراض المنقولة جنسياً، وهي تحطم جسد الإنسان كله . أما المخدرات فتدمر خلايا العقل، والمسكرات ينتج عنها سرطان الكبد والمثانة . وأما التدخين فعاقبته أمراض القلب وسرطان الرئتين ..
– تدمر العلاقات : فالإنسان المنحرف، لا يثق فيه أحد، ويرفض الكل صداقته أو مشاركته في أي عمل .
أما القداسة :
فتبنى الروح : حين تشبع بوسائط النعمة ، فتصير مقدسة وفرحة مثمرة .

وتبني الفكر : إذ يكون نقية ومنتجة ، فيكون الإنسان ناجحاً في دراسته و وعمله …
– وتبني النفس : إذ تكون فرحة بالتوبة ، وسعيدة بعشرة الله ، ومستريحة الضمير .
وتبني الجسد : فالإنسان العفيف لا يصاب بآفات جسدية ناتجة عن إدمان الخطيئة ، بل بالحرى يكون سليم الجسم ، يمارس الرياضة ، ويعطي جسده حقه من الغذاء والراحة و العلاج .
وتبنى العلاقات : فالإنسان المقدس يكون موضع حب وثقة من الجميع ، ويمكن للإنسان أن يأتمنه على صداقته وبيته والمشاركة في مشروعاته … الخ . وتؤهلنا لميراث الملكوت : ” والقداسة … بدونها لن يرى أحد الرب ” ( عب 14:12 ) .
وتجعلنا مشابهين صورة ابنه لاننا خلقنا على صورته ومثاله :
– في القداسة … والخلود … والحكمة … – والسلطان … والحرية …
ثانيا : أعداء القداسة

لاشك أن للقداسة ثلاثة أعداء :
1- الجسد . 2- العالم . 3- الشيطان .

1- الجسد
ونقصد به تيار الإثم العامل في الجسم … إذ يقول معلمنا بولس الرسول : “نحن الذين لنا باكورة الروح، نحن أنفسنا أيضاً نئن في أنفسنا، متوقعين التبني فداء أجسادنا” ( رو 8: 23 ) .
والحديث هنا عن إنسان مؤمن بالمسيح ، ومعمد ، وأصبح هيكلاً للروح القدس ، إلا أنه يئن من وطأة تيار الإثم العامل في جسدنا الترابي ، الذي مازلنا نعيش فيه . والحل – كما يقول معلمنا بولس الرسول – هو أننا مع جهادنا ضد الخطية ، ننتظر لحظة تغيير هذا الجسد الترابي إلى جسد سماوی … ” وكما لبسنا صورة الترابي ، سنلبس أيضا صورة السماوى … إن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد” ( 1 كو 15: 49-50 ) . وللجسد حواس هي منافذ للخطيئة ، وشهوات تنبع من الداخل ويغذيها الخارج!!
هكذا علينا أن نجاهد لحفظ حواسنا وعلاقاتنا من الخطية ، وننتظر القيامة المجيدة التي فيها سيتجدد جسدنا ويصير نورانياً .

2- العالم
ونقصد به العثرات والشهوات : “شهوة الجسد ، وشهوة العيون ، وتعظم المعيشة ، ليس من الآب بل من العالم” (1يو 16:2) .
وقد ازدادت هذه المحاربات بكثرة ، وتنوعت في صورها ، وتفاقم تأثيرها على حياة القداسة لدى الإنسان المؤمن … لكنه يعرف أن الغلبة هي في المسيح، وبالمسيح !! ” هذه هي الغلبة التي تغلب العالم : إيماننا ” ( ايو 4:5). ” أنا قد غلبت العالم ( يو 33:16 ) .. (من هو الذي يغلب العالم ، إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله ؟ ” ( ايو5 : 5)
ذلك لأن المعونة التي يهبها لنا الله بالنعمة ، هي التي تجعلنا ننتصر علي عثرات وشهوات العالم المحيط بنا … “العالم يمضي وشهوته ( ايو 17:2 ) … “الذى فيكم ( أي روح الله ) أعظم من الذي في العالم ( ايو 4 : 4 ) .

3- الشيطان
وهو المجرب ” ( مت 3:4 ) ، و المقاوم (1تس4:2) ، و إبليس ” (مت1:4) . الذي سقط من أعلى مكان ، حينما تكبر في نفسه ، وأراد أن يجعل كرسيه فوق كرسي الله : ” رفع کرسیی فوق كواكب الله وأجلس على جبل الإجتماع في أقاصى الشمال . أصعد فوق مرتفعات السحاب . أصير مثل العلي ( إش 13:14-14 ) .
فسقط إلى الأرض ، وأخذ يغوى الإنسان لكي يسقط هو أيضا … وقد أطاعه الإنسان في البداية ، حينما استمع إليه متكلماً في الحية ، لكن الرب وعد بسحقه بالصليب ، حينما قال للحية : ” أضع عداوة بينك وبين المرأة ، وبين نسلك ونسلها . هو يسحق رأسك ، وأنت تسحقين عقبة ” ( تك 15:3 ).
وهذا ما تم في الصليب ، حينما قال الرب يسوع : ” رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء ( لو 18:10 ) . ” رئيس هذا العالم ( الشيطان) يأتي وليس له فی شئ” ( يو 30:14)؟
و أيضا الرسول يعقوب قائلا : ” قاوموا إبليس فيهرب منكم ” ( یع 7:4 ) . فهو “كأسد زائر ، يجول ملتمسا من يبتلعه”(1 بط 8:5 ) .
وقد وعدنا معلمنا بولس الرسول قائلا : ” إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً ” ( رو 20:16 ) .


معادلة النصرة :
المؤمن + المسيح > ( أكبر من) الجسد + العالم + الشيطان .
فالمؤمن تصحبه قوة المسيح اللانهائية ، التي تتصاغر أمامها كل قوى الجسد والعالم والشيطان .
ثالثا : طريق القداسة

يتلخص طريق القداسة فيما يلي :
1- الشبع الروحي المستمر : بوسائط النعمة ” النفس الشبعانه تدوس العسل ( أم 7:27 ) . فالصلاة وكلمة الله والقراءات والاجتماعات الروحية والتناول والأصوام والتسبيح والخدمة , كلها وسائط مشبعة لأرواحنا , فلا تجوع إلى عسل الخطية المسموم !!
2- الجهاد الروحي المستمر : أي مقاومة الخطية من خلال التحفظ المستمر في أمرين : الحواس والعلاقات . فالحواس هي منافذ الخطية والإنسان المؤمن يقول مع المرنم ” الرب يحفظ مغاليق أبوابك ويبارك بنيك فيك ” , كما أن أولاد الله صارت لهم ” الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر ” ، كما أن المؤمن يتحفظ في علاقاته وصداقاته واجتماعياته , حتى لا يجعل نفسه لقمة سائغة لإيحاءات العدو من خلال أصدقاء السوء لأن “المعاشرات الردية تفسير الأخلاق الجيدة ” ( 1 كو 33:15 ) . “ورفيق الجهال يضر ” ( أم 20:13).
3- الاعتراف الأمين والفعال :
ففي الاعتراف نأخذ حِلا عن الخطايا وحَلا للمشكلات , وإرشادات روحية بناءة تسندنا في جهادنا , وتعرفنا على مزالق الطريق , وحيل العدو وأساليب التعامل السليم في مواقف الحياة المختلفة . كما أن الاعتراف يريح النفس وينير الطريق , ويضبط المسار اليومي .
4- روح الرجاء المستمر : فالإنسان المسيحي يجاهد بلا كلل ولا يحس بالفشل مهما تكرر سقوطه في الخطية , فهو يعرف “أن الله لم يعطنا روح الفشل ، بل روح القوة والمحبة والنصح ” ( 2 تي 7:1 ) . وهو لذلك يعرف طريق العودة السريع إلى حضن المسيح , كما أنه لا ييأس , فهو – بنعمة الله – لا ينزل إلى نقطة الصفر , وحتى إذا نزل لا يستمر فيها , بل ينتفض قائماً , فيحمله الرب إلى نعم ونجاحات وانتصارات , بقوة عمل الله و أمانة الإنسان . فليعطينا الرب أن نشبع ونجاهد , وننتظم في الاعتراف , ونحيا في روح الرجاء , في مسيحنا المحبوب والمحب , له كل المجد .
– “لا تشمتی بی یا عدوتي ، إذا سقطت أقوم” ( مي 8:7 ) .
“الصديق يسقط سبع مرات ويقوم ( أم 16:24 ) .
* ” إن قلنا : إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا ” ( ايو 8:1 ) .
” إن قلنا : إننا لم نخطئ نجعله كاذباً ، وكلمته ليست فينا ” ( ايو 10:1 ) .

كيف يحيا المسيحي حياة القداسة ؟
ذاع الخبر في أنحاء المدينة .. الملكة تريد شباباً طوال القامة للعمل ضمن حراسها .. هذا امتیاز فائق .. أن يعمل شخص في خدمة الملكة .. ولذا تمنى كل شاب أن ينجح في الاختبار .. وأن يقع عليه الاختيار .. قابل أحدهم صديقاً له فتحدث إليه قائلاً : أعتقد أن فرصتى أكبر منك .. أن قامتی أطول ” , ثم وضعا كتفيهما جنباً إلى جنب ليعرفوا عملياً حقيقة الأمر … بالطبع لم تكن هذه هي المقابلة الوحيدة التي جرت هكذا فسرعان ما امتلأت المدينة بالمقارنات والقياسات .. وتحدث شاب إلى نفسه قائلا : ” أعتقد أنني قست نفسي بكل شباب المدينة .. فإذ هي تعلوهم جميعا .. حتما سوف أنجح .. وجاء يوم الإختبار , وإكتشف الشباب أن هناك شرطا أخر : فالملكة لا تريد فقط طوال القامة .. بل من يزيد منهم عن المتر والثمانين سنتيمترا .. وعاد الشاب السابق ليقول لنفسه : ” حسنا بكل تأكيد سأكون حارساً للملكة .. لأني أطول الجميع ” .. وتم قياس الأطوال بكل دقة .. وظهر أن طول هذا الشاب كان أقل طولا من المطلوب بنصف سنتيمتر فقط .. إنه أمام شرط الملكة , قصير .. لا فرق بينه وبين أقصر شاب في المدينة , كلاهما مرفوض منها .. كثيرون يفعلون مثل هذا الشاب , يقيسون أنفسهم بغيرهم من الناس .. لا بما ينبغي أن يكون عليه : ( النموذج ) .. هكذا فعل الفريسي في المثل الذي حدثنا به الرب يسوع في إنجيل معلمنا لوقا .. كثيرون يقيسون أنفسهم بغيرهم , فيتوهمون أنهم مقبولون لدى الله لأنهم أفضل من غيرهم .. ويظنون أنهم مقبولون لمجرد كونهم لا يفعلون خطايا معينة مثل القتل والزنى .. أو لأنهم لا يؤذون أحدا مثلاً .. ونسوا أن مقياس الله يختلف تماماً عن مقاییس البشر , وأن خطية واحدة يفعلها الإنسان ولا تغفر له تحرمه من التمتع بإلهه … في كل تاريخ البشرية .. لم ولن يوجد إنسان استطاع أن يحقق شروط الله إلا شخص واحد .. هو الإله المتجسد الرب يسوع .. الوحيد الذي لم يفعل خطية واحدة ..ليس هناك في الوجود امتیاز أعظم من أن نكون في المسيح ” البار والكامل .. فبدون المسيح , أي إنسان أيا كان هو قصير .. قصير جداً عن مقياس السماء .. ” إلى أن ننتهي جميعاً إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله . إلى إنسان كامل . إلى قياس قامة ملء المسيح ” ( أف 13:4 ) .

” إن كنا أولادا لله ، إن كنا بالفعل قد بدأنا أن نكون هياكل لسكناه ، إن كنا نتقبل روحه القدوس ، يلزمنا أن نحيا بالقداسة والروحانية ”

القديس كبريانوس


لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دُعي روح القداسة لأنه يقدم القداسة للكل
إنَّ أُمَّنا الفائقة القداسة تُشبهُ كثيراً أيقونة الفائقة القداسة "الأورشليميّة
قداسة البابا تواضروس الثاني “حياة القداسة و القداسة للكل فكيف تكون”
خد الحاجة المناسبة ليك مش الحاجة اللي تعجبك
القداسة مش حظ القداسة خيار


الساعة الآن 10:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024