* بالتأكيد الشيطان هو موجه الاتهام ضد القدِّيسين. إنه لا يقدر في حضرة ديان كهذا أن ينسب اتهامًا خاطئًا باطلًا ضدنا... فهو يعرف مع من يتكلم. لهذا يلجأ إلى القول بشيءٍ صادق. فإن خصمنا الذي يحسدنا على وجودنا في ملكوت السماوات، ولا يريدنا أن نكون هناك حيث طُرد هو منه، يقول: "هل مجانًا يَعبد أيوب الله؟" (أي 1: 9). يتهم خصمنا أيوب دون أن ينظر إلى قلبه.
يليق بنا أن نحرص على حبنا لله، ليس من أجل مكافأة. فإنه أيّ نوع من المكافأة هذه التي يعطيك الله إياها؟ مهما أعطاك فهو أقل من ذاته.
لا تعبد الله تلقائيًا لكي ما تقبل منه شيئًا.
اعبده دون أن ترجو مقابل، وعندئذ تتقبله هو، فإن الله يحفظ نفسه لك لتتمتع به.
إن كنت تحب ما خلقه، فكم يكون خالق العالم؟ لذلك انزع من قلبك محبة المخلوقات لكي ما تلتصق بالخالق، وعندئذ تقول ما جاء في المزمور: "خير لي أن اَلتصق بإلهي" (مز 72: 28).
الأب قيصريوس أسقف آرل