رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي القرن الثاني نجد العلامة أوريجينوس يقول: [يبدو أنه من غير اللائق أن نحسب إنسانًا آخر غير العذراء كبكر للبتولية المسيحية .] وفي خطاب ألكسندروس بابا الإسكندرية الذي أورده القديس أثناسيوس يخاطب العذارى قائلًا: [سلوك مريم كمثالٍ هو نموذج للحياة اللائقة بالسماء (أي البتولية) وصورة لها .] وفي خطاب وجهَّه القديس أثناسيوسللعذارى، لا يزال محفوظًا بالقبطية يتحدَّث عن القديسة مريم كنموذج العذارى، مُقَدِّمًا وصفًا لحياتها أقرب إلى مثال لحياة العذراء، إذ يقول: [كانت مريم عذراء نقية تحمل تفكيرًا منسجمًا. لقد أَحَبَّت الأعمال الصالحة.. لم تكن تريد أن يراها الرجال، بل سألت الله أن يختبرها.. كانت تلازم بيتها على الدوام، تعيش حياة العزلة مقتدية بالنحلة.. وزَّعت على الفقراء بسخاء كل ما تبقَّى لها من عمل يديها.. كانت تصلي لله في وِحدة لأمرين: لكيلا يوجد فكر رديء له جذر في قلبها، ولكيلا يكون قلبها متجاسرًا أو قاسيًا.. حديثها هادئ وصوتها خافت.. تشتاق أن تتقدَّم من يومٍ إلى يومٍ، وهكذا كان يحدث.. إذ تستيقظ كل صباحٍ، تسعى أن تُقَدِّم عملًا جديدًا عما سبق. لم تكن تخاف الموت، بل بالحري كانت تتنهَّد حزينة كل يومٍ أنها لم تعبر بعد إلى مواضع السماء .] |
|