رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "ينزل مثل المطر على الجزاز، ومثل الغيوث الذارفة على الأرض" (مز 72: 6). إنه يذكرنا وينصحنا أن ما حدث بواسطة جدعون القاضي يبلغ غايته في المسيح. لقد طلب من الرب علامة أن الجزة الملقاة على الأرض تبقى وحدها عليها المطر، والأرض نفسها جافة. مرة أخرى أن الجزة وحدها تبقى جافة، والأرض عليها طل، وقد حدث. تشير الجزة الجافة... إلى شعب إسرائيل القديم. فقد جاء المسيح مثل المطر على الجزة، بينما بقيت الأرض جافة. عن هذا قال: "لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (مت 15: 27). هناك في إسرائيل اختار أمًا من خلالها أخذ صورة عبدٍ لكي يظهر للبشرية. وهناك أعطى هذا الأمر لتلاميذه قائلًا: "إلى طريق أمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (مت 10: 5-6). بقوله اذهبوا أولًا إليهم أظهر أيضًا أنه بعد ذلك عندما تصير الأرض في طلّ، يذهبون إلى خراف أُخر، ليسوا من شعب إسرائيل السابق. عن هذا يقول: "ولي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضًا، فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد" (يو 10: 16). ولهذا السبب يقول الرسول أيضًا: "وأقول إن يسوع المسيح قد صار خادم الختان من أجل صدق الله حتى يثبت مواعيد الآباء" (رو 15: 8). هكذا نزل المطر على الجزاز بينما بقيت الأرض جافة. بخصوص ذلك أكمل الحديث: "وأما الأمم فمجَّدوا الله من أجل رحمته" (رو 15: 8). وعندما جاء الوقت ليتحقق ما قاله بالنبي: "شعب لم أعرفه يتعبد لي، من سماع الأذن يسمعون لي" (مز 18: 43-44). الآن نفهم أن أُمة اليهود بقيت جافة عن نعمة المسيح، بينما كل الأمم في كل العالم نزلت عليهم الأمطار من سُحب مملوءة بالنعمة المسيح. القديس أغسطينوس |
|