* يتشامخ الإنسان لكي ينتسب إلى السبي الأول، ويسمع الحية تقترح: ذق، فتكونان كآلهة (راجع تك 3: 5). هل البشر يصيرون كآلهة؟
"يا الله من مثلك؟" ليس أحد في الحفرة، ليس أحد في الجحيم، ليس أحد في السماء، لأن هؤلاء جميعًا أنت خلقتهم. لماذا يصارع المخلوق مع خالقه؟
"يا الله من مثلك؟" أما بالنسبة لي يقول آدم البائس، آدم الذي في كل إنسان، بينما بإرادة منحرفة أردت أن أكون مثلك، انظر ما قد صرت عليه. فمن السبي أصرخ إليك: أنا الذي كنت في حالٍ حسنٍ كملكٍ صالحٍ، صرت مسبيًا لدى مخادعي.
أصرخ إليك، لأنني سقطت من عندك.
متى سقطت من عندك؟ عندما طلبت بفسادٍ أن أكون مثلك...
بالضلال الشرير، وتشامخه الشرير، حُكم عليه بالموت بانسحابه من طريق البرّ. انظروا لقد كسر الوصية، لقد نزع عن رقبته نير ضبط النفس، انتفخ بروح متعجرف وكسر لجام القيادة إربًا إربًا.
أين هو الآن؛ إنه بالحق أسير، يصرخ: "يا رب من هو مثلك؟" في انحراف أردت أن أكون مثلك، فصرت مثل بهيمة!
بالحقيقة كنت مثلك حينما كنت تحت سلطانك وتحت وصيتك. لكن "الإنسان في كرامةٍ لا يبيت، يشبه البهائم التي تُباد" (مز 49: 12). الآن إذ هو في شبه بهيمة، يصرخ مؤخرًا ويقول: "يا الله، من هو مثلك؟"
القديس أغسطينوس