العلامة أوريجانوس
[عندما تدخل نفس بشرية في عهد مع كلمة الله (يشوع) يجب ألا تشك في قيام أعداء ضدها للحال، بل وينقلب أصداقاء الماضي إلى أعداء لها. لا تتوقع هذا من ناحية الناس فحسب بل وبكل تأكيد يحدث من جهة قوى الشر والأرواح الشريرة التي تنزل إليها لمحاربتها. هكذا عندما يبحث الإنسان عن الصداقة مع يسوع، فليعلم أنه يجب أن يحتمل جفاء الكثيرين, يؤيد الرسول بولس ذلك بقوله: "جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون" (2 تي 3: 13). وأيضًا يقول الحكيم: "يا بُني إن تقدمت لخدمة الرب فأعدد نفسك للتجربة" (ابن سيراخ 2: 1). إذًا لا يزال سكان جبعون محاصرين حتى اليوم بسبب دخولهم في علاقة عهد مع يشوع، مهما كان ضعفهم حتى وإن كانوا محتطبي حطبًا ومسقي ماء. هذا يعني أن أي إنسان في الكنيسة حتى وإن كان الأخير فإنه بتعرض لعدوان الملوك الخمسة مادام في علاقة مع يسوع. ومع أن سكان جبعون هكذا ضعفاء (وعبيد) لكنهم ليسوا مُهملين ولا مُحتقرين من قبل يشوع أو الرؤساء... الذين يسندون ضعفهم. أليس الأمر لا يزال هكذا عندنا، إذ يوصي الرسول قائلًا: "شجعوا صغار النفوس، اسندوا الضعفاء، تأنوا على الجميع" (1 تس 5: 14). هذه هي طريقة يشوع مع رؤساء جنوده، إذ يسندون من تحاربهم قوى الشر لأجل اسمه. لا بقوة في النضال فحسب، وإنما يُطيل نهارهم ويضيف من مدة النور مؤخرًا دخول الظلمة [12-14] ].