منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 01 - 2023, 06:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

مزمور 71 |  إعلانه عن ثقته في الله





إعلانه عن ثقته في الله

بِكَ يَا رَبُّ احْتَمَيْتُ،
فَلاَ أَخْزَى إِلَى الدَهْرِ [1].

جاءت الافتتاحية [1-3] مطابقة لافتتاحية المزمور 31: 1-3.
إذ يشعر المرتل بأن الضيقات تلاحقه في شيخوخته يظهر أمام الله، ليعلن إيمانه به، وثقته في مواعيده الإلهية، وأن الذين يتكلون عليه لا يخزون.
إذ تحل بالإنسان متاعب وضيقات، يجد في الله وحده الحماية، فيصرخ: "ارحمني يا الله ارحمني، لأنه بك احتمت نفسي، وبظل جناحيك احتمي إلى أن تعبر المصائب" (مز 57: 1). "احفظني يا الله، لأني عليك توكلت" (مز 16: 1). "احفظ نفسي واَنقذني، لا أخزى لأني عليك توكلت" (مز 25: 20).
* عظيمة هي قوة الرجاء في الرب، قلعة لا تُقهر، سور واقٍ لا يمكن مهاجمته، إمداد عسكري لا ينهزم، ميناء هادئ، برج منيع، سلاح لا يُقاوم، قوة لا تُقهر قادرة على اكتشاف ملجأ في موضع لا يتوقعه أحد. بهذه القوة يصير غير المسلحين مسلحين، يكون حال النساء أفضل من الرجال، ويبرهن الأطفال أنهم بسهولة يصيرون أكثر قوة من الذين يمارسون فنون الحرب. أي عجب إن كانوا يغلبون أعداءً بينما في الواقع هم يغلبون العالم نفسه... الرجاء بالرب يُغير كل شيء!
القديس يوحنا الذهبي الفم

يرى القديس أغسطينوس أن المرتل هنا يشعر بنعمة الله الغنية التي تسنده على الدوام. هذه هي قصة كل الكتاب المقدس، وقصة كل إنسانٍ مقدس للرب.
* في كل الأسفار الإلهية، نعمة الله التي تخلصنا تودع نفسها فينا، لكي ما نودع نحن أنفسنا فيها. هذا ما يتغنى به هذا المزمور... هذه النعمة التي يوصي بها الرسول... إنه يقول: "لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلًا أن أُدعى رسولًا، لأني اضطهدت كنيسة الله" (1 كو 15: 9). يقول: "لكنني رُحمت، لأني فعلت بجهلٍ في عدم إيمان" (1 تي 1: 13). يقول بعد ذلك بقليل: "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبولٍ، أن المسيح جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1 تي 1: 15)... نعم سبق كل البشر، ليس من جهة الزمن، إنما من جهة تدبيره الشرير. يقول: "لكنني رُحمت ليُظهر يسوع المسيح فيَّ أنا أولًا كل أناةٍ، مثالًا للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية"، أي أن كل خاطي وظالم يائسٍ من نفسه له فكر المُجالد (الشخص الأسير أو العبد الذي يقاتل حتى الموت لكي يُعطي مُتعة للناس في روما القديمة)... هذه النعمة التي لله تُودع فينا في هذا المزمور أيضًا.
* لقد خزيت بالفعل، لكن ليس إلى الأبد. لأنه كيف لم يخزَ ذاك الذي قيل له: "فأي ثمرٍ كان لكم حينئذٍ من الأمور التي تستحون بها الآن؟" (رو 6: 21) ماذا إذن يُفعل حتى لا نخزى إلى الأبد؟ "اقتربوا إليه، واستنيروا، ووجوهكم لا تخجل" (راجع مز 34: 5). أنتم مخزيون في آدم. انسحبوا من آدم، واقتربوا إلى المسيح، وعندئذٍ لا تخزون. "فيك يا رب أترجى، فلا أخزى إلى الأبد" (LXX). فإنني في نفسي أنا الآن في خزي، فيك لا أخزى إلى الأبد .
القديس أغسطينوس

بِعَدْلِكَ نَجِّنِي وأَنْقِذْنِي.
أَمِلْ إِلَيَّ أُذْنَكَ وَخَلِّصْنِي [2].
كثيرًا ما يكرر المرتل كلمة "برَّك" في هذا المزمور، وإن كانت قد ترجمت أحيانًا "عدلك". يعتمد رجاء المؤمن على برّ الله، ببرّه يتمم وعوده الإلهية مع مؤمنيه.
* "ببرِّك نجني وأنقذني" [2 LXX]. ليس ببرِّي الذاتي، بل ببرَّك. فإنني فيما هو لي أكون أحد الذين يُقال عنهم: "لأنهم إذ كانوا يجهلون برّ الله، ويطلبون أن يُثبِّتوا برّ أنفسهم لم يُخضعوا لبرّ الله" (رو 10: 3). لذلك يقول "في برِّك" وليس فيما هو لي؛ فماذا هو لي؟ يتقدمني الإثم. وعندما أصير بارًا، إنما هو برِّك أنت. فبالبرّ الذي تعطيني أصير بارًا...
"أمل إليَّ أذنك". هذا أيضًا اعتراف بالتواضع. من يقول: "أمل إليَّ"، يعترف أنه راقد كمريضٍ ملقى عند قدميّ الطبيب الواقف. أخيرًا، لتلاحظ أن المتحدث إنسان مريض .
القديس أغسطينوس

كُنْ لِي صَخْرَةَ
مَلْجَأٍ أَدْخُلُهُ دَائِمًا.
أَمَرْتَ بِخَلاَصِي، لأَنَّكَ صَخْرَتِي وَحِصْنِي [3].
إذ يفحص المرتل كل حياته يعلن عن خبرته مع الله، أنه بالحق هو صخرته وحصنه وملجأه.
"يا رب ملجأ كنت لنا في دورٍ فدورٍ" (مز 901: 1). "أمل إليّ أذنك سريعًا، اَنقذني. كن صخرة حصن بيت ملجأ لتخليصي" (مز 31: 2).
* كن حاميًا لي" [3]. ليت رماح العدو لا تبلغ إليَّ، فإنني غير قادر على حماية نفسي... انظروا فإن الله نفسه يصير موضعًا لهروبكم، هذا الذي كنتم تهربون منه خائفين... ارفعني من الأرض، فأَتكئ عليك لكي أرتفع إلى موضع حصين.
* يوجد ضعف بشري شديد، لا يزال يوجد السبي الأول، كما يوجد أيضًا ناموس في الأعضاء يحارب ضد ناموس الذهن، ويود أن يقود أسرى إلى ناموس الخطية (رو 7: 23). لا يزال الجسد الفاسد يضغط على النفس (حك 9: 15). مهما يكن ثباتك بنعمة الله، فإنك مادمت تحمل إناءً خزفيًا، فيه كنز الله، يجب التخوف إلى حدٍ ما من ذات الإناء الخزفي (2 كو 4: 7). لهذا فإنك "أنت هو ثباتي"، كي أحيا ثابتًا في هذا العالم ضد كل التجارب .
القديس أغسطينوس



يَا إِلَهِي نَجِّنِي مِنْ يَدِ الشِّرِّيرِ،
مِنْ كَفِّ فَاعِلِ الشَرِّ وَالظَالِمِ [4].
في رسالة بعثها القديس جيروم إلى أوستاخيوم يعزيها فيها بعد وفاة والدتها القديسة باولا، كتب فيها أن بعض الأشرار شهَّروا بأمها، حاسبين سلوكها التقوى نوعًا من الخبل الفكري. هكذا صارت القديسة باولا في نظر البعض مجنونة وتحتاج إلى علاج.
* أعرف أنه عندما أُرسل إليها بخصوص أمراض أطفالها الخطير خاصة بخصوص توكستيوس Toxotius التي كانت تحبها جدًا. إذ ضاقت نفسها أولًا حققت القول: "انزعجت فلم أتكلم" (مز 77: 4). وبعد ذلك صرخت بكلمات الكتاب المقدس: "من أحب أبنًا أو ابنة أكثر مني، فلا يستحقني" (مت 10: 37). وصلَّت للرب وقالت: "يا رب استبقِ بني الموت" (راجع مز 79: 11)، أي الذين يموتون جسديًا لأجلك كل يوم. إنني أعلم أن ناشر فضائح... أخبرها مرة إن البعض يظنون أنها مجنونة وتحتاج إلى علاج في عقلها، وذلك بسبب غيرتها المتقدة في الفضيلة. لقد أجابت بكلمات الرسول "صرنا منظرًا للعالم وللملائكة والناس" (1 كو 4: 9)، "نحن جهال من أجل المسيح" (1 كو 4: 10) .
القديس جيروم

العدو الذي يطلب المرتل الخلاص منه يحمل ثلاث سمات: شرير، وفاعل شر، وظالم. كأن لا مجال للتفاهم معه، فقد صار بطبعه شريرًا، يجد مسرته في ممارسة الشر مع استخدام القسوة والعنف. لا مجال للخلاص من شره إلا بالالتجاء إلى الله. وكما قال داود لجاد النبي: "قد ضاق بي الأمر جدًا. فلنسقط في يد الرب، لأن مراحمة كثيرة، ولا أسقط في يد إنسان" (2 صم 24: 14).
للأسف أحيانًا يستنجد الإنسان بالشيطان أو أحد قواته ليخلصه من الشيطان نفسه!
يميّز القديس أغسطينوس بين نوعين من الأشرار، واحد يدعوه عاصيًا، والآخر يدعوه ظالمًا. الأول هو من استلم الناموس وعصاه، والثاني من لم يستلم الناموس وأخطأ.

* يوجد عدو في الداخل، وهو الناموس العامل في الأعضاء. ويوجد أيضًا أعداء في الخارج...
هؤلاء الأشرار نوعان: البعض هم الذين استلموا الناموس، وآخرون لم يستلموه. كل اليهود والمسيحيين استلموا الناموس. لذلك فإن التعبير العام للشرير (يشمل النوعين) العاصي للناموس بالنسبة لمن استلمه؛ أو الظالم بدون ناموس، إن كان لم يستلمه. يتكلم الرسول عن الاثنين، قائلًا: "لأن كل من أخطأ بدون الناموس، فبدون الناموس يهلك، وكل من أخطأ في الناموس، فبالناموس يُدان" (رو 2: 12). أما أنت الذي من النوعين تتنهد. لتقل لله ما تسمعه في المزمور: "يا إلهي نجني من يد الشرير" [ع4]. من أي شرير؟ "من يد ذاك الذي يعصى الناموس والظالم".
القديس أغسطينوس

لأَنَّكَ أَنْتَ رَجَائِي يَا سَيِّدِي،
الرَبَّ مُتَّكَلِي مُنْذُ صِبَايَ [5].
خبرة داود النبي مع الله، ورجاؤه فيه، خبرة طويلة تمتد منذ صباه. ففي حديثه وهو غلام مع شاول الملك قال: "الرب الذي أنقدني من يد الأسد، ومن يد الدب، هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني" (1 صم 17: 37).
* بحق إن رجائي فيك يا رب، لن أخزى إلى الأبد "الرب رجائي منذ صباي" .
القديس أغسطينوس

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أظهر داود ثقته في رعاية الله التي تشبه العناية بحدقة العين والاحتماء بجناح الله
مزمور 119 | ثقته في الله خالقه
ما هى ذروة الله فى إعلانه عن ذاته
كل من يضع ثقته فى الله
من يضع ثقته فى الله ... فلا يحمل هم الحياه


الساعة الآن 06:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024