رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العمل العظيم «إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلاً عَظِيمًا فَلاَ أَقْدُِرُ أَنْ أَنْزِلَ» ( نحميا 6: 3 ) ما هو قياس العظمة عند الناس؟ وما هو قياس العظمة عند المؤمن؟ قد يُعظِّم الأشرار فعل الشر، ويكون عندهم فاعل الشر عظيمًا بقدر ما في فعله من أساليب ماكرة وخبيثة وشريرة. أما المؤمن فمقياس العظمة عنده يختلف تمامًا. فبقدر ما يتمجَّد الله في الفعل بقدر ما يكون الفعل عظيمًا والفاعل مُكرَّمًا. ولقد كان نحميا رجلاً عظيمًا ومُكرمًا لأنه عمل للرب، وأكرم الرب، بكل همة وحكمة وغيرة. لقد رفض بكل اعتزاز بالرب أن ينزل عن مستوى العمل العظيم الذي كان يعمله. رفض أن يضيع وقته مع أناس فاسدي الذهن والقلب من جهة عمل الرب، كما رفض بكل عزيمة صادقة أن يُعطِّل عمل الله العظيم. والمؤمن الواثق المستيقظ يرفض حيلة الشيطان وخداع عدو النفوس الذي يسعى دائمًا لتحويل المؤمن عن عمله العظيم لمجد الله. وإذا لم يستطع الشيطان أن يسحب المؤمن إلى شر سافر، فإنه يحاول أن يجتذبه بفخاخ خفية. يحاول أن يشغله بعمل لا غبار عليه، لكنه ليس عملاً لمجد الله. إنه يسهِّل له طريق النزول عن مستواه العالي، وفي شبه ملاك نور يدافع عن هذا النزول. إنه يُلهيه بالأرضيات، ليستنفد طاقته وقوته في أمور لا تضر غيره، ولكنها لا تُرضي الله ولا تُمجِّده. وكل قصد العدو أن يبعد المؤمن عن مصدر قوته ومصباح ضوئه ومنبع حكمته. ويا لها من نصرة للشيطان عندما يتمكن من أن يجعل المؤمن الذي افتداه الرب واشتراه بدمه، ضعيفًا متعثرًا وغبيًا. يا لها من فرحة للشيطان عندما يرى غرض الله في المؤمن قد خاب وفشل! ليتنا نستيقظ من النوم، ونعمل عمل الرب ما دام نهار، عالمين أننا نعمل عملاً عظيمًا وأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح ( 2تي 1: 7 ). . |
|