رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محبة الله لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا ( رومية 5: 5 ) المحبة لها الأهمية القصوى في الحياة المسيحية. وهي ليست من أعمال الجسد، بل هي من ثمر الروح. فالمحبة ينبغي أن تصدر من قلب نقي لكي يرضى عليها الله، ومثل هذا الطراز من المحبة لن يكون من نتاج الجسد. فاهتمام الجسد، فكر الجسد، عداوة لله لا محبة نحوه، وأعماله هي أبدًا على النقيض من المحبة: عداوة، خصام، سخط، تحزُّب. ولئن لم يكن في متناول الجسد أي الإنسان الطبيعي أن يُنشئ هذه المحبة بالجهد الذاتي، فإن الروح القدس يُنشئها في القلب وفي الحياة، ليس فقط كمجرَّد رغبة طارئة، بل كثمرة ناضجة. ولكن لا ننسى أن منطقة عمل الروح لهذه الغاية هي داخل المؤمن، فهو يعمل في قلوبنا «لأن محبة الله قد انسكَبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا» ( رو 5: 5 ). حينما كان الرسول يطلب صلوات القدِّيسين في رومية لإنجاح زيارته إلى أورشليم واليهودية، ناشدهم يومئذٍ: «بربنا يسوع المسيح، وبمحبة الروح» ( رو 15: 30 ). ولمَّا أتى أبفراس حاملاً لبولس أخبار القدِّيسين في كولوسي، أعلن «محبَّتهم في الروح» ( كو 1: 8 ). ثم يقول بولس نفسه لتيموثاوس: إن الله قد أعطانا ليس فقط، روح القوة والنُصح بل كذلك «روحُ المحبة» ( 2تي 1: 7 ). إنها لَتعزية بالغة أن نتذكَّر أن لنا معونة الروح القدس في داخلنا لإتمام تلك الظاهرة المُلازمة للحياة الجديدة وهي المحبة. ذلك أن روح الله، بدفعَاته الصامتة الباطنية صوب القداسة، وبعمله الهادئ لقمع كل جهد جسداني، يُنشئ تلك المحبة التي من الله، والتي يجب أن تتميَّز عن مُجرَّد الاستلطاف لبعض المحاسن الطبيعية. بيد أن المسؤولية لا تزال في أعناقنا من جهة هذا الأمر كما نتبيَّن من غلاطية 5: 22- 26 فإن امتلاك المحبة كثمر الروح هو في التمسُّك بالسلوك بالروح، وليس بالجسد. فإذا ما سلكنا بالجسد، أي طبقًا للقياسات الطبيعية، فإن هذه المحبة التي من الروح تختفي. أما إذا سلكنا بالروح، فالمحبة هي النتيجة الحتمية لأن الروح القدس لا يفشل في إبراز وتكميل ثماره فينا. فنحن مُطالَبون أن نضع ذواتنا في خط عمل الروح، وعندئذٍ تتم أعمالنا وحركاتنا بحسب نشاطه وحكمته، وليس بحسب ميول الجسد الطبيعية. والخضوع البسيط للروح في داخلنا، ذاك الذي يهدي قلوبنا إلى معرفة كلمة الله ومشيئته، والذي يحوِّل العين إلى المسيح، هو الوسيلة لإنتاج ثمار هذه المحبة السماوية الصادقة في حياتنا. |
|