نحن لا ننفي عن العذراء الزواج إحتقارًا منا له، فالبتولية نفسها هي ثمرة الزواج. ولكن عندما نتكلم عن القديسين ينبغي ألا نتسرع في الحكم. وإلا فلو سرنا على هذا النهج لقلنا ان يوسف البار كان له مثل ابراهيم ويعقوب اكثر من زوجة، وان أخوة الرب هم ثمرة تلك الزيجات(74)..
فإذا كنت يا هلفيديوس تدعي ان مريم لم تبق عذراء فأني اقول لك أن يوسف نفسه بسبب مريم قد قبل البتولية، حتى يولد ابن بتول من زواج بتولي. فيوسف اذ كان قديسًا بارًا نأى بنفسه عن أن يتهم بالزنى. كما ان الكتاب لم يذكر عنه انه تزوج غير مريم العذراء التي كان حارسًا لها فقط – فمن ثم فالذي استحق ان يُدعى أبًا للرب ظل هو نفسه بتولًا.