رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله والإنسان، لطالما حيّرتِ الفكرَ والقلبَ معًا، إنَّها ثنائيَّة تحملُ مِنَ التَّناقضُ الكثيرَ ولكنَّها تحملُ مِنَ التَّماثلُ الكثيرَ أيضًا، إنَّها المفارقةُ الأصعب، ولكنْ، وبسببِ هذا التَّناقضِ والتَّماثل تحديدًا، فلا بُدَّ عندَ اللقاء أنْ يحدثُ الصَّمت، أن يَسْكُنَ كُلُّ شيء، إنَّهُ لقاءُ الرَّغبات، فقد التقتِ الأُلوهةُ برغبتِها، والتقتِ الإنسانيَّةُ برغبتِها، وهنا الكمالُ الَّذي تتوقَّفُ عندَهُ الكلمات، ويحدثُ الصَّمت، ويكتفي الطرفانُ بالنَّظرِ والتَّأمُّلِ بهذهِ الرَّغبةِ العميقةِ الَّتي تحقَّقتْ وتجسَّدَتْ أخيرًا. إذا تتبَّعنا قراءةَ أحداثِ الميلاد، لوجدناها أحداثًا تُروى مِنْ طرفٍ ثالث (الرَّاوي)، لكنَّ طرفي اللقاءِ ومِحْوَرَيْ المشهد هما دائمًا في صمت، وهذا هو جوهرُ الميلاد، وجوهرُ لقائِصى حدودنلقابلاءاتٍ أُخرى كثيرة نا بالله. اللهُ يدفعُنا إلى الصَّمت، إلى التَّأمُّل ثمَّ اللقاء. لا غايةَ للهِ أكبرُ مِنْ غايةِ لقائهِ بالإنسان، ولا غايةَ أكبرُ للإنسانِ مِنْ لقائهِ بالله. |