رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الآية المطروحة الآن للتفسير هي "فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ." ولا حاجة للمعترض أن يثبت أن المقصود بكلمة يعرفها هنا هي المعرفة الجنسية وليست المعرفة العقلية... ولكنه يقول ان كلمة (حتى) تدل على وقت محدد وهذا معناه أن يوسف عرفها بعد أن ولدت، وأن المعرفة كانت مؤجلة إلى بعد الولادة... كلمة (حتى) في لغة الكتاب: 6- ولكي نفند هذا الإدعاء نقول باختصار انه كما ان لكلمة "يعرفها" معنيين: المعرفة العقلية والمعرفة الجسدية... كذلك كلمة "حتى" فهي وان كانت تحدد الزمن (كما يقول) ولكنها كثير ما تدل على زمن غير محدود. كما قال الله على فم أشعياء النبي لبيت يعقوب "حتى الشيخوخة انا هو" (13) فهل يكف عن أن يكون هو الله بعد أن يصلوا هم إلى زمن الشيخوخة؟ وعندما قال مخلصنا في الانجيل لرسله "ها أنا معكم كل الأيام إلى (حتى) انقضاء الدهر" (14)، فهل عندما يأتي انقضاء الدهر ينسى الرب تلاميذه؟ وهل عندما يجلسون على اثني عشر كرسيًا ليدينون أسباط إسرائيل الأثنى عشر يحرمون من رفقة الرب معهم؟!... وعندما يكتب بولس الرسول إلى اهل كورنثوس عن الرب انه "يجب ان يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه" (15)... فهل يملك الرب إلى أن يخضع الأعداء جميعًا تحت قدميه ثم بعد ذلك لا يملك؟!! أم ان المُلك الحقيقي يبدأ بعدئذ؟!! ويقول داود النبي في المزمور الرابع من مزامير المصاعد (16) "كما أن عيني الجارية نحو يد سيدتها هكذا عيوننا نحو الرب إلهنا حتى يترأف علينا" (17) فهل بعد أن ينال النبي الرحمة يحول عينيه عن الله؟! أمثلة أخرى: وان كان لدينا أمثلة أخرى مشابهة لا تحصى فاننا سوف نكتفي ببعض منها ونترك الباقي ليكتشفه القارئ من نفسه. قيل في نهاية سفر التثنية عن موسى "لم يعرف انسان قبره حتى هذا اليوم" (18) أي حتى يوم كتابة السفر. فهل وجد انسان قبره بعد ذلك؟... ان البشير حرص على أن ينفي عن مريم أن زوجها عرفها قبل ان تلد وذلك لكي ندرك بالحري أن يوسف الذي لم يعرفها قبل الحبل المقدس لا يعقل أن يكون قد عرفها بعد الولادة. |
|