رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شريعته كسند للخادم... إن كان الله هو الذي يختار الخادم وهو الذي يدعوه ويسنده ويكون معه كسرّ غلبته فلا يقف إنسان في وجهه كل أيام حياته، إذ يخفيه داخله هو بمواجهة كل هجوم يثيره إبليس، فإنه أيضًا يُقدم شريعته لخادمه ليلهج فيها نهارًا وليلًا، تكون كسرّ تقديس له وسرّ حكمته الإلهية تُعينه في خدمته. لهذا يؤكد الله على يشوع: "إنما كن متشددًا وتشجع جدًا، لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي، لا تمل عنها يمينًا ولا يسارًا لكي تفلح حينما تذهب. لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارً وليلًا..." [7-8]. أمران هامان في حياة الخادم يركز عليهما الله في هذا الحديث مع يشوع، وهما أيضًا مترابطان معًا ومكملان بعضهما البعض: أولًا: التأكد أن الله معه فيسلك متشددًا ومتشجعًا، يعمل بقوة ويقين شديد، واثقًا في الله العامل به ومعه تحت كل الظروف يقول الرسول: "إن إنجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط بل بالقوة أيضًا وبالروح القدس ويقين شديد" (2 تس 1-5). لهذا أكثر من مرة يؤكد الله على يشوع "كن متشددًا وتشجع، لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" [7-9]، وبنفس الروح يقول لأرميا النبي: "لا تقل إنيّ ولد... لا تخف من وجوههم لأنيّ أنا معك لأنقذك يقول الرب... فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأنيّ أنا معك يقول الرب لأنقذك" (إر 1: 7-8، 19). بقدر ما يختفي الخادم في الله لا يخاف غيره، إذ يبقى مطمئنًا فيه، وكما يقول القديس يوحنا الدرجي: [الذي صار خادمًا لله يخاف سيده وحده، أما من لا يخاف سيده فغالبًا ما يخاف حتى من خياله]. ثانيًا: التمسك بشريعة الله عمليًا، فإنه إذ يختفي في الله مرسله يخاف الله وحده، أي يخش أن يجرح مشاعر أبوته الإلهية بكسر وصيته وعده تحقيق إرادته، لهذا يلهج في شريعة الرب ليلًا ونهارًا حتى تشغل كل قلبه وفكره وأحاسيسه وسلوكه الخفي والظاهر. بهذا تصير كلمة الله طعام الخادم وشرابه وسلاحه وسرّ راحته، أو قل جزءًا لا يتجزأ من حياته إن صح هذا التعبير. هذا هو سرّ القوة في حياة الخادم الداخلية وفي كرازته. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [يليق بنا حقًا لا أن نطلب معونة الكلمة المكتوبة فحسب، بل أن تظهر حياتنا نقية هكذا، فتكون لنا نعمة الروح عوض الكتب بالنسبة لنفوسنا. فكما كتبت بالحبر في الكتب تسجل بالروح في قلوبنا]. كما يقول: [عدم معرفة الكتب المقدسة هو علة كل الشرور؛ إذ ندخل المعركة عُزل من السلاح، فكيف نقدر أن نغلب؟!]. هكذا يرى القديس يوحنا ذهبي الفمأن كلمة الله هي السلاح الحقيقي للخادم، لا يتقبلها خلال المعرفة الذهنية فحسب، أو الحفظ عن ظهر القلب، إنما خلال الحياة بها، فتشهد حياته لها عمليًا. حقًا ما أحوج العالم اليوم إلى قادة روحيين يعيشون الحياة المقدسة، ويمارسون كلمة الله كسرّ حياة لهم قبل أن يكرزوا بها بأفواههم! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مسئولياتك كزوج إنك تقود أسرتك للصلاة والعبادة |
أعطني يا يسوع أن أتحمّل دائمًا بمحبّة مسؤوليّاتي كزوج وأب |
نقش شريعته على حجر وسلَّمها إليهم |
هرون كسند لموسى |
منذ اليوم الأوّل لحياتكما المشتركة كزوج وزوجة |