إذ نقف بكل إجلال وتقدير أمام العظيم في الأنبياء، موسى مستلم الناموس، وأول قائد لشعب الله، الذي أخرجهم من عبودية فرعون القاسية بذراع قوية ويدّ رفيعة، ولكنه كممثل للناموس عجز عن أن يدخل بهم إلى أرض الموعد، لينعموا بمدينة الملك العظيم أورشليم، ويقيموا هيكل الرب. كان لا بُد أن يجتاز بهم البرية، ولكنه يقف عند حافة نهر الأردن، على جبل موآب، ينظر أرض الميعاد من بعيد دون أن يدخلها، حتى يظهر القائد الجديد يشوع كممثل يسوع ربنا القادر وحده أن يحقق ما عجز عنه الناموس، فيدخل بنا إلى الميراث، وبه تتحقق المواعيد التي طال انتظار البشرية لها.
خلال هذه النظرة الإنجيلية نرى في سفر يشوع إنجيلًا مفتوحًا، يستمد قوته من عمل ربنا يسوع المسيح الخلاصي، وفي نفس الوقت يكشف أسرار العهد الجديد ويبرزها بغنى فائق.
ليت إلهنا الصالح يسوع يستخدم هذا العمل ليدفعنا خلاله للاشتياق نحو التمتع بميراثنا الأبدي فيه، خلال عمل روحه القدوس الناري.