![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() غَرِقْتُ فِي حَمْأَةٍ عَمِيقَةٍ وَلَيْسَ مَقَرٌّ. دَخَلْتُ إِلَى أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ وَالسَّيْلُ غَمَرَنِي [2]. يصوِّر المرتل موقفه أنه كإنسان في دوامة نهر أو بحر مملوء وحلًا، عاجز عن أن يتصرف، فقد صار ألعوبة في يد الدوامة وسط الوحل، وليس من مقر، إنما ينحدر على الدوام. شعر كأنه في أعماق بعيدة وسط المياه، وليس من منقذ، أو كمن يجرفه سيل شديد، وليس من نهاية! ليس من شيءٍ جامد يمكن أن يضع عليه قدميه ليتحرك في اتجاه معين، أو يجلس عليه حتى ليفكر كيف يَخلُص، وليس من عمق معين يبلغه... إنه في حاجة إلى عون من الخارج. يرى القديس أغسطينوس أن المُضطهَد والمضطهِد كليهما من الوحل. الثاني بسبب فقدانه البرّ صار وحلًا عميقًا يود أن يبتلع المُضطهَد الذي هو أيضًا مخلوق من الطين. لكن ماذا يفعل الضيق بالمُضطَهد؟ إنه يصير صورة الله وعلى مثاله. أي يصير ذهبًا! يَعبُر من التراب إلى الذهب! * ما هو الذي يُدعَى حمأة؟ هل هم ذات الأشخاص الذين يُضطهَدون؟ لأنه من الطين خُلِقَ الإنسان (تك 2: 7). لكن هؤلاء البشر الذين سقطوا من البرِّ صاروا وحلًا عميقًا، ومن لا يوافقهم يضطهدونه، ويريدون أن يسحبوه إلى الإثم فيخرجون من طينه ذهبًا. لأن الطين الذي لهم مثلهم يتأهل أن يتحوَّل إلى شكل سماوي. * شكرًا لرحمته ذاك الذي جاء إلى عمق البحر، ومنحنا أن يُبتلع بواسطة حوت البحر، لكنه لفظه في اليوم الثالث (مت 12: 40). جاء إلى عمق البحر، في ذاك العمق الذي أُلقينا فيه، ذاك العمق الذي حدث فيه دمارنا. جاء إلى هناك بنفسه، والعاصف جعله يغطس إلى أسفل، إذ عانى من الأمواج التي هي أصوات البشر القائلين: "اصلبه، اصلبه". تزايدت العاصفة حتى غطس في أعماق البحر. احتمل الرب الألم من أيدي اليهود، الذي لم يعانِ منه حين سار على المياه (مت 14: 25)، الأمر الذي لم يعانِ منه هو ولا سمح حتى لبطرس أن يعاني منه. القديس أغسطينوس |
![]() |
|