رجع الشخص إلى الله، والنفس المُنتفخة وجدت في ضيقها وألمها نقطة الالتقاء الوحيدة بين قديس تائه تائب، مع الله القدُّوس. مثل هذا الشخص يستطيع أن يقول مع داود: «قَبْلَ أَنْ أُذَلَّلَ أَنَا ضَلَلْتُ، أَمَّا الآنَ فَحَفِظْتُ قَوْلَكَ ... خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ لِكَيْ أَتَعَلَّمَ فَرَائِضَكَ» ( مز 119: 67 ، 71). كان الكاهن مُصاحبًا لداود في كل تحركاته، تمامًا كما أن المؤمن لا يمكن أن يفقد ـــــ نتيجة أعماله ـــــ مركزه بالقبول أمام الله وشفاعة ربنا وكهنوته، والسبيل المفتوح أمامه ليسأل من الرب «وَأَمَّا دَاوُدُ فَتَشَدَّدَ بِالرَّبِّ إِلَهِهِ ... ثم قال دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ ... قَدِّمْ إِلَيَّ الأَفُود ... فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ ... فَقَالَ لَهُ: الْحَقْهُمْ فَإِنَّكَ تُدْرِكُ وَتُنْقِذُ» ( 1صم 30: 6 -8). ولله دائمًا فكره من ناحية أولاده، ويعرف الأفضل لهم عند وصولهم إلى نهاية فطنتهم. والإيمان وحده هو الذي يُطالبه.