منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 01 - 2023, 03:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

قداسة البابا تواضروس الثانى | أحاد شهر كيهك

قداسة البابا تواضروس الثانى

أحاد شهر كيهك


شهر كيهك له طعم خاص في كنيستنا ، وله تميز وانفراد . والكنيسة من إبداعات ارتباطها بالإنجيل والكتاب المقدس تأخذ الأصحاح الأول من إنجيل معلمنا لوقا وتقسمه أربعة أقسام ، وتقراه في قداسات الأربعة أحاد التي لشهر كيهك .
إنجيل معلمنا لوقا له طابع أدبي وطابع تعليمي وطابع إنساني وطابع مسكوني ، فالقديس لوقا اليوناني الأصل ، كتبه بصورة أدبية باللغة اليونانية ، وكتبه أيضا بطريقة تعليمية ، لكن الأهم أنه كتبه بروح إنسانية .

مثلا : كانت المرأة في العهد القديم لا تذكر لها قيمة ، وكانوا يعتبرونها كأنها بلا صوت وبلا حضور في المجتمعات ، وكلكم تذكرون معجزة إشباع الجموع حيث قيل : « خمسة آلاف رجل ماعدا النساء والأولاد » ، أما لوقا الرسول وهو يذكر مشاهد من احداث حياة وخدمة السيد المسيح على الأرض ، فقد قدم المرأة ، بل جعلها في مكانة رفيعة .

وحين تكلم عن المرأة في زمان ميلاد السيد المسيح ، ذكر ثلاثة جوانب من حياة المرأة .
ففي قصة الميلاد يذكر مريم العذراء مريم البتولة ، ويذكر اليصابات المرأة المتزوجة ، ثم يذكر حنة بنت فنوئيل وهي المرأه الأرملة ، وهكذا ذكر الثلاثة جوانب التي من الممكن أن تكونها المرأة في قصة الميلاد ، ورفع من شأنها .
كما أن إنجيل لوقا له بعد مسكوني ؛ فالقديس متي الرسول يذكر نسب السيد المسيح حتى إبراهيم أبي الآباء ، لكن القديس لوقا يذكر هذا النسب حتى أدم أب البشرية كلها ، وبالتالي رؤيته رؤية مسكونية .
أما بالنسبة لشهر كيهك ، فهو شهر متميز بصورة مدهشة ، اختارت فيه الكنيسة الأصحاح الأول من إنجيل لوقا ، ويمكن أن نختصره في كلمتين : وعد ، وتحقيق الوعد ... وهذه هي قصة البشرية كلها .

قصة البشرية تختصر في كلمتين : أن الإنسان نال وعدا من الله ، وفي ملء الزمان تحقق الوعد . الكنيسة أخذت هذه القصة ، قصة الله والإنسان ، ووضعتها في قالب صغير جدا خلال أربع أحاد شهر كيهك ، لتحكي لنا حكاية الوعد وتحقيق الوعد كيف كانت .
البداية في الأحد الأول زكريا واليصابات ، أسرة مباركة ، سالكين في بر وتقوى ، لكن توجد نقطة ضعف وهي أنه ليس لهما نسل ، فقد كانت اليصابات عاقرا ، وهذه الكلمة في العهد القديم كانت كلمة قاسية جدا ... ثم جاء الملاك وبشر زكريا الذي لم يصدق وصمت ، ولكنه نال وعدا : فقال له الملاك : « لا تخف يا زكريا ، لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا . ويكون لك فرح وابتهاج ، وكثيرون سيفرحون بولادته » ( لوقا ١: ١٣ ، ١٤ ) . لسان حال زكريا أن : لنا زمانا نصلي ، والسماء لا تستجيب ، وزوجتي اليصابات تصلي والسماء صامتة ، والعمر يجري وتتقدم هي في السن وهو يتقدم في السن ويكاد يكون الرجاء قد انعدم ، أمازلت تذكر يا رب ؟ بالطبع يذكر ! هذا كان الوعد . الله يعطينا وعودا كثيرة ، وما أجمل أن تتلامس مع وعود الله ، وإن أعطاك الله وعدا فثق أنه سيحقق هذا الوعد ؛ متى ؟ أو كيف ؟ هذا شأن الله .
وفي الأحد الثاني قصة بشارة الملاك للعذراء مريم ، بنت صغيرة تتربى في الهيكل ، مجتمعها محدود ، حياتها صلوات وقراءات ، تعيش في براءة ونقاوة وتقوى ، ولكنها تعيش أيضا الرضا . وتأتي البشارة للعذراء مريم في نفس الأصحاح ، والعذراء مريم تقول : « كيف يكون لي هذا ؟ » ، فيشرح لها الملاك على خطوات : « الروح القدس يحل عليك ، وقوة العلي تظلك ، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله » ( آية ٣٥ ) ، وتجيب العذراء : « هوذا أنا أمة الرب . ليكن لي كقولك » ( أية ٣٨ ) . وتعطي لنا أمنا العذراء درسا أنك عندما تتلقى وعدا لا يصدقه عقلك ، فإن إيمانك يقبله واتضاعك سيحققه . ما أبهج هذا الإنسان الذي يقبل الوعد دون جدل . في زماننا هذا جميع الناس يجادلون بعضهم البعض ، ولا أحد يعجبه شيئا البتة ، ولكن أمنا العذراء تعلمنا كيف تكون حياة الإنسان بسيطة ، كيف أن النعم العظيمة يعطيها الله للأنقياء والاتقياء . هنا بدايات القصة الكبيرة ، الوعد الذي أخدناه في سفر التكوين سيبدأ أن يتحقق .
في الأحد الثالث العذراء مريم تقابل اليصابات . اليصابات سيدة متقدمة في الأيام ، والسيدة العذراء مريم شابة صغيرة في السن ، والمقابلة التي تمت بينهما ليست مقابلة بين امرأتين بل هي مقابلة بين عهدين : العهد القديم ممثل في القديسة اليصابات ، والعهد الجديد ممثل في أمنا العذراء مريم . العهد القديم قارب على الانتهاء ليظهر نور العهد الجديد ويبدأ خلاص المسيح . هذه القصة الصغيرة هي رمز للقصة الكبيرة ؛ قصة الإنسان .
ثم يأتي الأحد الرابع ومازلنا في الأصحاح الأول من إنجيل معلمنا لوقا . في الأحد الرابع يأتي تحقيق الوعد وهو ولادة يوحنا المعمدان . لاحظوا أن القصة الصغيرة ترمز للقصة الكبيرة . القصة الصغيرة الوعد بميلاد يوحنا المعمدان ، وتحقيق الوعد بولادته ؛ القصة الكبيرة آدم يخطئ ثم يبعد هو وحواء ، ويعطيه الله وعدا بالخلاص ، ويتحقق الوعد في مجيء السيد المسيح .
في تسبحة زكريا يقول : « ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت » ( آية ٧٩ ) ، لذلك نسهر في شهر كيهك ليلاً وقت الظلمة التي تمثل العهد القديم ، وتنهي السهرة بقداس ونتناول فيه ونخرج إلى بداية النهار الجديد تعبيرا عن العهد الجديد .

لاحظوا أن الكنيسة التي تقرأ أصحاحا كاملا على مدار شهر كيهك هي نفسها تقرأ سفرا كاملا في ليلة واحدة ، وهو سفر الرؤيا ليلة أبوغلمسيس ! لاحظوا حيوية الكنيسة وإبداعها وارتباطها بالكلمة المقدسة .
إذا أردت تدريبا فاقرأ الأصحاح الأول من إنجيل لوقا كل يوم واستخرج مند معايير ومبادى لحياتك وخدمتك ، وتعلم من أشخاصه ، وضع لك ثلاثة أو أربعة مبادئ لتتعلمها وتبدأ بها العام الجديد ، وتستقبل بها ميلاد ربنا يسوع المسيح .



قداسة البابا تواضروس الثانى

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فعاليات استقبال قداسة البابا تواضروس الثاني قداسة أبونا كيرلس بطريرك الكنيسة الإريترية
اليوم الاول من موتمر الخدام الثانى مع قداسة البابا تواضروس الثانى
سيامة قداسة البابا تواضروس الثاني أسقفًا عام بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
تسبحه كيهك لقداسه البابا المعظم الانبا تواضروس الثانى
الاصحاح الثاني (يوميات قراءة وتأمل لسفر اعمال الرسل مع قداسة البابا تواضروس الثانى)


الساعة الآن 11:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024