رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفرصة الثمينة أُخبِرَ معلمنا بولس الرسول وهو سجين في قيصرية، أنه سيقف أمام الملك أغريباس في حضور الوالي فستوس وكبار أعيان الولاية للدفاع عن نفسه، ولكن الرسول وقف أمام الله في تلك الليلة يصلي من أجل إيمان الملك، ومن معه، كقوله: "... كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّهُ بِقَلِيل وَبِكَثِيرٍ، لَيْسَ أَنْتَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَنِي الْيَوْمَ، يَصِيرُونَ هكَذَا كَمَا أَنَا، مَا خَلاَ هذِهِ الْقُيُودَ" (أع26: 29). لم ينشغل الرسول بالدفاع عن نفسه كثيرًا، لأنه ترك هذا الأمر لله، لكنه اهتمَّ أن يخبر الحاضرين برؤيته للرب يسوع المسيح وهو في طريقه لدمشق، وأن يكلم الملك عن ضرورة التوبة والرجوع لله. لقد نخس الرسول قلوب الحاضرين، فاضطر أغريباس أن يقول له: "فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: بِقَلِيل تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا" (أع26: 28). لقد استغل الرسول سجنه ومحاكماته في الكرازة بالمسيح، حتى صار له تلاميذ في القصر الملكي، كقوله: "يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ جَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ مِنْ بَيْتِ قَيْصَرَ" (في4: 22). إنَّ حبَّ الرسول للرب يسوع لم يدعه يضيع أي فرصة ممكنة للكرازة. فقد شهد الرسول بحق في وسط ضيقه، أنه خادم أمين لسيده الرب يسوع المسيح. وعلى النقيض من ذلك استدعى فيلكس الوالي الشرير معلمنا بولس الرسول مرارًا، ليأخذ منه رشوة، أما الرسول فكلمه عن الإيمان بالمسيح وعن الدينونة والتعفف، ولكنه أضاع أثمن الفرص لخلاصه، ففي إحدى المرات ارتعب فيلكس من كلام الرسول عن الدينونة، لكنه طلب من الرسول الانصراف، لئلا يستجيب بالتوبة ويؤمن. القارئ العزيز... إن حياتنا مجموعة من الفرص الثمينة يهيئها الله لكل منا، وفي كل واحدة منها يقدم الله لنا عطية ثمينة، تخص خلاصنا ونمونا في معرفته. لقد استفاد معلمنا بولس الرسول من الفرص الممنوحة له سواء في وقت الطمأنينة والسلام أو في وقت الشدائد. وقد تعلم ونال البركات من كل ظرف من ظروف حياته، كقوله: "أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (في4: 12- 13). إن هذه الفرص الثمينة يرتبها الله من خلال الأحداث المتنوعة التي تمر بها حياتك سواء كانت أحداث جيدة أو سيئة، لأن لكل أمر من أمور الحياة وقت محدد من الله، فياليتنا لا ننشغل عن خلاصنا في وقت الراحة ولا نغتمّ كثيرًا وقت الشدة، لكي نحصد البركات المعدة لنا من خلال أحداث الحياة المختلفة، كقوله: "فِي يَوْمِ الْخَيْرِ كُنْ بِخَيْرٍ، وَفِي يَوْمِ الشَّرِّ اعْتَبِرْ. إِنَّ اللهَ جَعَلَ هذَا مَعَ ذَاكَ، لِكَيْلاَ يَجِدَ الإِنْسَانُ شَيْئًا بَعْدَهُ" (جا 7: 14). |
|