إنه لا غرابة في ظهور العذراء صامتة فوق قباب كنيستها بالزيتون، لأننا عرفنا العذراء من خلال الكتاب المقدس هادئة قليلة الكلام، فهي لم تعتمد على الكلام الكثير في خدمتها، فقد امتلأت أليصابات ويوحنا المعمدان (وهو جنين) بالروح القدس بمجرد سلام مريم عند دخولها إليها، دون أن تتحدث إليها، لأن العذراء هي الممتلئة نعمة، فالشخص المملوء من النعمة والحكمة قليل الكلام، لكنه يؤثر فيمن حوله بأقل الكلمات، وذلك كالسكين الحاد، الذي يحدث التأثير المطلوب بدون مجهود، كقول الكتاب: "إِنْ كَلَّ الْحَدِيدُ وَلَمْ يُسَنِّنْ هُوَ حَدَّهُ، فَلْيَزِدِ الْقُوَّةَ. أَمَّا الْحِكْمَةُ فَنَافِعَةٌ لِلإِنْجَاحِ" (جا 10: 10).