رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الملك يطلب الملكة: "في اليوم السابع لما طاب قلب الملك بالخمر قال لمهومان وبزثا وحربونا وبغثا وأبغثا وزيثار وكركس الخصيان السبعة الذين كانوا يخدمون بين يدي الملك أحشويروش أن يأتوا بوَشْتِي الملكة إلى أمام الملك بتاج المُلك ليُرى الشعوب والرؤساء جمالها لأنها كانت حسنة المنظر" [10-11]. طاب قلب الملك بالخمر، ففقد اتزانه، وفي حماقة طلب من خصيانه السبعة أن يأتوا بالملكة ليظهر جمالها للشعوب والرؤساء. هنا كلمة "خصي" لا تعني المعنى الحرفي أي الرجل المخصي، وإنما هو لقب كان يُعطى لأصحاب الأعمال الملوكية في مصر وفارس، فرئيس الشرطة فوطيفار دُعى "خصي فرعون" (تك 39: 1)، وهكذا رئيس سقاة فرعون، ورئيس خبازيه (تك 40: 2)... فالخصيان السبعة هم الرجال المؤتمنون على الأعمال الملوكية ولهم حظوة الخدم أمام الملك. طاب قلب الملك بالخمر فنطق بأمور ملتوية كقول الحكيم: "لا تنظر إلى الخمر إذا إحمرت حين تُظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة، في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان... قلبك ينطق بأمور ملتوية" (أم 23: 31-32)، "ليس للملوك أن يشربوا خمرًا ولا للعظماء المسكر لئلا يشربوا وينسوا المفروض ويغيروا حجة كل بني المذلة" (أم 32: 4-5). إن كنا في المسيح يسوع صرنا ملوكًا (رؤ 1: 6؛ 5: 10) فلا يليق بنا أن نسكر بخمر محبة هذا العالم وملذاته لئلا ننسى شريعة السماء ونفقد عملنا الملوكي اللائق، ونطلب "وَشْتِي" الداخلية لتظهر جمالها أمام الشعوب والرؤساء، أي نقدم أعمال البر والفضائل لنوال مجد بشري ولاستعراض مظهري عوض أن تكون ملكتنا في داخلنا لا تكشف جمالها إلاَّ على عريسها ربنا يسوع! إن كان الله قد أقام الإنسان كملك روحي، فإنه يليق به ألاَّ يطلب زوجته الملكة لاستعراض جمالها بل يبقيها في بيت النساء تقيم الوليمة للنساء، فيفرحن بها ويخضعن لها. بمعنى آخر لتبقى أجسادنا (الزوجة) خاضعة للنفس (الملك) مختفية في تصرفاتها الملوكية، تعيش بروح الخضوع للنفس لكي تبقى مقدسة في الرب تشارك النفس مجدها وكرامتها الملوكية. لقد أحب بولس الرسول "وَشْتِي" أي جسده الملوكي في الرب وتركها في بيت النساء، حين قال: "أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1 كو 9: 27)، "فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب إلى كنيسته، أي كملك نحو الملكة. لتعرف النفس مركزها القيادي بالروح القدس، وليعرف الجسد مركزه كمعين للنفس وشريك معها النصرة ويحرم الإنسان بكليته من المجد الملوكي الأبدي. أراد الملك إبراز جمال الملكة "لأنها كانت حسنة المنظر"، ولم يدرك أنه باستعراض جمالها تفقد مهابتها وتشوه صورتها، لهذا أكدّ ربنا يسوع إلتزامنا بعدم استعراضنا لملكتنا الداخلية، إذ يقول: "لا تعرف شمالك ما تفعله يمينك، لكي تكون صدقتك في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية" (مت 6: 4). تبقى وَشْتِي في بيت النساء عندما نقدم العبادة لله لا بقصد الظهور أمام الناس وإنما بغلق أبوابنا الداخلية ودخولنا إلى الخفاء نلتقي مع عريسنا غير المنظور وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الله نفسه غير منظور لذا يود أن تكون صلاتك أيضًا غير المنظورة ]، كما يقول: [الله يرغب أن تُغلق أبواب الذهن أفضل من غلق الأبواب (المنظورة) ]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صور لأم النور | الملكة "الملكة القائمة عن يمين الملك" |
الملك يطلب الملكة |
الملكة عن يمين الملك |
...فسألها الملك:عمّا تبحثين؟فردّت الملكة:أبحث عن الملك |
الملكة فى احضان الملك |