* قوله: "متوحدون" يدل على اليهود الذين كان بينهم وقد أسكنهم في بيت، أعني في أورشليم. أما متوحدو الحال (يقول القديس أثناسيوس) فهم الذين يتجنبون كل شهوة دنيوية، ويصيرون في حياة البتولية لله وحده، أبرياء من كل ريبٍ وشكٍ. هؤلاء يسكنهم في بيت، أي في ملكوت السماوات أبديًا... وأما قوله "مخرج المقيدين (الأسرى)" برجولته (بشريته)، فهم المتمردون الذين يسكنون في القبور، ويعني الإسرائيليين الذين كانوا مغلولين برق العبودية في مصر، وكأنهم كانوا أمواتًا يسكنون القبور وهم أحياء، أخرجهم بقوة عظيمة، مع أنهم كانوا يتمردون بضجرهم وتقمقمهم عليه وعلى نبيه. وأيضًا الذين قيدهم الشيطان في الجحيم حلَّهم ربنا برجولته، أعني بأخذه صورة رجل وبتأنسه وإبطاله الموت.
أيضًا المقيدون هم الموجودون بعقال خطاياهم، المتمردون على الله بشنائعهم، الساكنون في قبور العقل والأموات بابتعادهم عن الحياة الأبدية. وأيضًا عابدو الأصنام الذين قيل عنهم في نبوة إشعياء النبي: "قائلًا للأسرى أخرجوا، للذين في الظلام اظهروا" (إش 49: 9). وأيضًا: "وأجعلك عهدًا للشعب ونورًا للأمم، لتفتح عيون العُمي، لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن" (إش 42: 6-7).
الأب أنثيموس الأورشليمي