رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجربة والفرح «نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا» ( رومية 5: 3 ) إن الغرض الحقيقي من التجارب هو لاختبار خضوعنا للرب، ولخلاصنا من طرقنا الخاصة. والتجارب تُنشئ صبرًا. نحن لا يُمكننا أن نختبر الصبر إلا في التجارب. فإذا سارت كل الأمور كما نُريدها، فإنه لا يوجد شيء نصبر عليه. والصبر يتطلب أن نطرح إرادتنا ورغباتنا الشخصية جانبًا، وهكذا تُبين لنا التجارب إلى أي مدى نحن مستعدون أن نتخلى عن رغباتنا وإرادتنا، ونتقبل إرادة الله واختياره لنا. إن اختيار الله لنا قد يكون أحيانًا شاقًا علينا، ومن الصعب أن نحتمله، لكن السبب في ذلك هو أننا لم نُخضِع إرادتنا لله تمامًا، أو تنقصنا الثقة الكاملة في محبته وحكمته. فإن الله يختار لنا أحسن الأمور، وما يسمح أن نجتاز فيه هو ما يعرف أنه لصالحنا ولخيرنا. فالله محبة، وهو قد بذل ابنه الوحيد لأجلنا، فكيف لا يختار الأصلح لنا؟ ونحن أيضًا لا نستطيع أن نشك في حكمته. إنه يعرف النهاية من البداية، وهو يعرف ماذا ستكون النتائج. وكذلك لا يمكننا أن نشك في قدرته الفائقة، فكل ما يُصيبنا إما أن يكون بأمره أو بسماح منه، لأن له القدرة أن يمنع حدوث ما لا يُريده، وعلى ذلك فإذا حدث شيء فلا بد وأن يكون قد اختاره لنا. فإذا تذمرنا أو شكونا فكأننا ندَّعي أننا نعرف صالحنا أكثر من الله، أو أن الله لا يهتم بأن يُعطينا الأفضل. إن أحد هذين الإدعائين كبرياء، والآخر عدم ثقة في محبته. وينبغي ألا ننسى أن الله يعمل لخيرنا الأبدي، وليس فقط ما يتعلَّق بالوقت الحاضر. نحن ربما ننظر إلى الأشياء من زاوية ظروفنا الحالية، ولكن الله دائمًا يَزن النتائج الأبدية. إن الله قد يختار لنا طريقًا صعبًا، ليس لأنه يُسـرّ بأن نُعاني من الصعوبة التي في الطريق، ولكن من أجل البركات الغنية والأبدية التي سنصل إليها بهذا الطريق. |
|