يا له من مصدر صحيح للسعادة! إنها سعادة تفوق بمراحل سعادة الملائكة الأطهار الذين لم يُخطئوا البتة، فالملائكة لا تعرف المسيح بالصورة التي كان يعرفه بها ذلك الشاب المُحتضِر. إنه لم يعرف شيئًا سواه، والمسيح وحده كان الكل في الكل له. المسيح الذي أحبه ومات لأجله فوق خشبة العار على مرأى من جميع الرياسات والسلاطين. إنه لم يكن في استطاعته أن يُنكر محبة ربه، حتى وإن كان على فراش المرض متألمًا بآلامه الفظيعة. وكيف كان يُمكنه ذلك والخليقة كلها شاهدة بمحبته؟!