رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلام مع الله فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح ( رو 5: 1 ) إن السلام مع الله هو النصيب الذي يتمتع به كل مَنْ تبرر بالإيمان. ونحن ندخل إلى هذه الدائرة فرادى. فعندما عرف بولس بالإيمان أنه قد تبرر، صار له السلام مع الله. وعندما عرفت أنا أنني قد تبررت، صار هذا السلام لي. وإلى الوقت الذي عرفنا فيه، لم يكن السلام لنا. وبدلاً من أن يكون لنا سلام مع الله، كان لدينا الشكوك والمخاوف، بل كان لدينا الكثير منها. فالسلام له المكانة الأولى بين بركات رسالة الإنجيل. إنه على رأس القائمة، ولكنه ليس كل القائمة. الإيمان لا يُدخلنا فقط إلى السلام، بل أيضًا يعطينا دخولاً إلى نعمة الله (أي دائرة رضاه). فنحن مُقيمون في نعمة الله. وقد «صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة» (الآية 2). ولا يبيّن هنا طبيعة هذه النعمة (الإنعام)، ولكن نعرف من أفسس1: 6 أن الله «أنعم علينا في المحبوب». وليس هناك إنعام أو دائرة رضا أسمى، ولا أكثر حميمة من هذا. وهذا الإنعام حقيقة حاضرة، ولن يكون لنا يومًا رضا أعظم من الذي نحن فيه الآن، مع أن تمتعنا به سيتضاعف يوم يتحقق رجاؤنا. فرجاؤنا ليس مجرد المجد، بل مجد الله. فمَن لا يفتخر برجاء مثل هذا! لقد تبررنا من كل آثامنا السابقة، وصار لنا السلام مع الله. وفي الحاضر نُقيم في دائرة الرضا الإلهي. وبالنسبة للمستقبل نفرح برجاء مجد الله. ولكن ماذا عن المصاعب والضيقات التي تعترض طريقنا إلى المجد؟ في هذه أيضًا نفتخر، وهذا قول عجيب، لأن الكلمة المُترجمة «مجد» في الآية2 هي نفس الكلمة المُترجمة «نفتخر» في الآية السابقة. وهنا نجد بولس ما زال يضع أمامنا التأثير المبارك والطبيعي لرسالة الإنجيل في قلوب مَنْ يقبلونها. والضيقات في حد ذاتها ليست سارة، بل تجلب الحزن، ولكنها تساعد في إنتاج وتفعيل سلسلة من الأشياء السامية المباركة: الصبر، والتزكية، والرجاء، ومحبة الله التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس. فالضيقات تتحول بالنسبة للمؤمن إلى مجموعة من التدريبات الروحية تشجع نمو حياته الروحية. وبدلاً من أن تكون لضررنا، تنقلب إلى مصدر للفائدة لنا. فأي انتصار هذا لنعمة الله! . |
|