رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النعمة المعلِّمة لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلِّصة لجميع الناس، مُعلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر ( تي 2: 11 ،12) إن النعمة التي ظهرت لجميع الناس، والتي تقدم الخلاص لجميع البشر بدون استثناء، لا تعلِّم جميع الناس، لكنها تعلم فقط مَنْ سبق أن خلصتهم. فهي كمخلصة تبحث عن الهالكين، وكمعلمة لا تعلِم إلا المُخلَّصين. هي تعطي الحياة أولاً قبل أن تطلب من الإنسان أن يعيش بما يتوافق مع هذه الحياة، وعليه فإنها لا تقبل في مدرستها إلا الأحياء والمُبررين بالإيمان. يفتكر البعض أن الخلاص بالنعمة يعني أن الإنسان يخلص بدون أعمال من جانبه، ثم يعيش في الخطية كما كان يعيش قبل ذلك دون أي تغيير. لكن لأمثال هؤلاء أقول: فمن أي شيء خلصتم إذاً؟ إن الذي يريد أن يعيش في الخطية ولا زال يحب الأعمال الشريرة، هو شخص لم يخلص البتة. إن أول آية في العهد الجديد عن الخلاص وجاءت في أول أصحاح في العهد الجديد، تقول: "تدعو اسمه يسوع لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم" ( مت 1: 21 ). فالخلاص ليس فقط من عقوبة الخطية، بل من سيادة الخطية على الإنسان وعبوديته لها، بل إن شئت فقُل إنها خلاص من الخطية ذاتها؛ أس البلاء ومصدر الشقاء. إن النعمة تجمِّل الودعاء، وتعلمهم أمرين أحدهما سلبي يتم في لحظة الإيمان والتغيير "أن ننكر الفجور والشهوات العالمية"، والثاني إيجابي يلازمنا على مدى الحياة ورحلة العمر "نعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر". والتعقل هو السمة التي يجب أن تميز كل المؤمنين في عالم ابتعد تماماً عن التعقل، وصار ألعوبة في يد الشيطان. إنه الانضباط وعدم الإفراط في أي شيء. إنه السلوك الحسن مع النفس. والبر: ينبغي أيضاً أن يميز كل أولاد الله لأن "كل مَنْ يصنع البر مولود منه" ( 1يو 2: 29 )، وشيء حتمي أن الذين قد تبرروا بالإيمان يتبررون أيضاً بالأعمال ( رو 5: 1 ؛ يع2: 24). والبر هو السلوك الحسن مع الآخرين. ثم التقوى: وهي تعني مخافة الله في السر، وجعل الرب أمام المؤمن في كل حين ليعيش الإنسان في محضر الله دائماً. إنها السلوك الحسن في عيني الله. |
|