رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كفوا عن الإنسان وقال موسى لحوباب بن رعوئيل المدياني حمي موسى ... لا تتركنا، لأنه بما أنك تعرف منازلنا في البرية، تكون لنا كعيون ( عد 10: 29 ، 31) انحدر موسى هنا إلى مستوى الإنسان الطبيعي، وفَقَد العين البسيطة التي لا ترى غير الرب، وتحوَّل نظره من الرب وكفايته، إلى البرية وصعوباتها، تمامًا كما تحوَّل نظر بطرس في يومه إلى الرياح والأمواج، فابتدأ يغرق ( مت 14: 30 ). ما الذي تقول يا موسى لنسيبك؟ ألا يكفيك إرشاد الرب للشعب وهدايته لهم؟ ألا يكفيك تابوت العهد وسحابة الحضرة والأبواق الفضية، وتريد حوباب ليكون لك كعيون؟ صحيح كان حوباب ابن البرية الذي يعرف دروبها جيدًا، ويعرف أماكن الآبار فيها؟ لكن تُرى، هل هو يعرف أكثر من رب البرية وخالقها؟ وهَب أن حوباب سار معك، ألا يمكن أن تنتهي حياته في أية لحظة؟ فماذا ستفعل وقتئذٍ؟ لقد وبخ الرب شعبه قديمًا على فم إشعياء النبي قائلاً: «مَن أنتِ حتى تخافي من إنسان يموت؟» ونحن هنا نقول: «مَن أنت حتى تتكل على إنسان يموت ... وتنسى الرب صانعك باسط السماوات ومؤسس الأرض» ( إش 51: 12 ، 13). ألا يقول الرب لشعبه على لسان إشعياء: «كُفوا عن الإنسان الذي في أنفه نسمة»؟ ( إش 2: 22 ). ثم أَ ليس الرب هو المُفجِّر عيونًا في الأودية؟ أَوَ ليس هو الذي أرشد هاجر إلى بئر الماء لما كان ولدها على وشك الموت عَطشًا في البرية ( تك 21: 14 - 19)؟ فلماذا يا موسى، وأنت معك إلهك العظيم، تبدو كمَن هو في احتياج إلى قيادة حوباب؟ لكن بدل أن نلوم رجل الله موسى، لنفحص طُرقنا ونمتحنها باتضاع أمام الرب. أَ لم نطلب في مرات كثيرة حوباب المنظور، رغم عِلمنا أن الرب لنا؟ طلبنا مَن يكون لنا كعيون في البرية، شخص يدلنا على أماكن نزولنا! وكم نميل إلى أن نتوكأ على ذراع البشر، وننسى الرب، الذي كل مَنْ نظر إليه استنار ووجهه لم يخجل ( مز 34: 5 )؟ كم من المرات ـ مثل الشعب قديمًا ـ عملنا شرّين: تركنا الرب ينبوع المياه الحية، ونقرنا لأنفسنا آبارًا آبارًا مُشققة لا تضبط ماء ( إر 2: 13 )؟ ليحمينا الرب من هذه الغلطة، ويعطينا أن نتوب عنها، ونكتفي بالرب مُرشدًا لنا وقائدًا لمسيرتنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كفوا واعلموا أني أنا الله (يسوع) |
كـنا موتـى يا يسوع |
كفوا عن الإنسان الذى فى أنفه نسمة لأنه ماذا يحسب |
كفوا واعلموا اني انا الرب |
كفوا واعلموا انى انا الله |