تأملات وقراءات فى شخصية القديس يوحنا المعمدان
لنتابع معا تكملة شهادة يوحنا المعمدان للمسيح من أنجيل معلمنا يوحنا البشير لنتعرف على إجابة يوحنا المعمدان وما هو مضمون شهادته.
27* 27أَجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ: «لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئاً إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ. الحقيقة واحد تانى غير يوحنا بعد ما يجيله التقرير ده من تلاميذه كان شاط وغضب وسب ولعن وهاج لكن يوحنا أجاب أجابة متعقلة جدا و بمنتهى الهدوء وأمتلاك النفس لأن الرؤية كانت واضحة جدا قدامه وكان فاهم كويس حقيقة نفسه و عمله , وعمل مبدأ عظيم قوى مش فقط فى الحياة الروحية ولكن لنأخذها أيضا كمبدأ فى الحياة العملية , لما بتلاقى واحد بيأخذ حاجة أنت لم تأخذها , فأرجوا أن تأخذ العبارة الجميلة اللى قالها ( لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئا إن لم يكن قد أُعْطِيَ من السماء) . يا سلام لو الآية دى واضحة فى ذهن الناس ما كانش حد حسد حد ولا حقد على حد ولا دبر مؤامرات ولا حياته كانت تحت النكد والصراعات والنرفزة . أعرف الحقيقة دى أن ماحدش يقدر يأخذ إن لم يكن أُعْطِيَ من السماء حتى لو كان هذا الأنسان مكار ومخادع وغشاش فهو أيضا مش حا يأخذ إلا إذا السماء سمحت ليه وعلشان كده ما نزعلش وما نتشاجرش وما نحبطش بعض , اللى زعلان أن فلان أخذ وظيفته , وفلان أخذ أرتباطه أو الشخص اللى كان عايزه أو كان معاه أو فلان أخذ المكانة بتاعته وأخذ التكريم بتاعه , ولذلك ضع المبدأ الذى وضعه يوحنا , لايقدر أحد أن يأخذ شيئا أن لم يكن أُعْطِيَ من السماء , علشان تقدر ترتاح ويبقى بداخلك نفس الهدوء اللى كان فى يوحنا وهو بيجاوب على تلاميذه هذا السؤال , والعبارة اللى قالها يوحنا قد أيه بتنهى روح المنافسة والحقد والحسد والغيرة . يوحنا المعمدان بيقول مبدأ الأخذ والعطاء وهو محدش يقدر يأخذ أن لم يكن قد أُعْطِيَ من السماء , وبيقول أنا يوحنا المعمدان لم أأخذ المكانة اللى أنا فيها والعمل اللى أنا فيه والكرازة اللى أنا بشرت بيها إن لم أكن قد أُعْطِيَت من السماء وأيضا المسيح لم يأخذ مكانته وشهرته إلا إذا كان قد أُعْطِيَ أيضا من السماء .
28* 28أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. أبتدأ يوضح لهم أكثر وقال أنتم نفسكم تشهدوا أنى أنا قلت هذا الكلام لما جاءوا يسألونى أنت المسيح وأنا قلت لهم لأ , لكن أنا فاهم كويس أن مش أنا المسيح وأن أنا مجرد مرسل أمام المسيح لأعد الطريق وأهيىء الطريق أمامه , لست أنا المسيح وهو هنا بيعلن عن هوية نفسه وهو عارف نفسه كويس , وهو هنا بيتكلم عن اللى قالوا عليه تلاميذه هوذا ! ومرضوش يقولوا مين هو ده وقالوا عليه مجرد فقط كلمة هوذا , وقال لهم اللى أنتم بتقولوا عليه هوذا هو المسيح وهو المسيا المنتظر وأنا شهدت بهذا وأن أنا مجرد معد للطريق قدام المسيا.
29*29 مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحاً مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذاً فَرَحِي هَذَا قَدْ كَمَلَ. والحقيقة أن يوحنا بيكمل هنا و فى وصف بديع جدا للمسيح كعريس وأن العروس هى الكنيسة أو الشعب , وبنشوف بإستمرار فى العهد القديم أن هوشع بيتكلم عن الشعب كعروس 2: 19 19وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى الأَبَدِ. وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالإِحْسَانِ وَالْمَرَاحِمِ. أخطبك لنفسى إلى الأبد , وأيضا أشعياء بيتكلم 62: 5 5لأَنَّهُ كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلَهُكِ. كفرح العريس بالعروس هكذا يفرح بك إلهك , وحزقيال أيضا بيتكلم عن الشعب كعروس 16: 8 8 فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ, وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ, وَحَلَفْتُ لَكِ وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, فَصِرْتِ لِي. مررت بك وإذ زمنك زمن الحب فصرتى لى , فيوحنا عارف كويس مين هو العريس ومين هى العروس ومين هو يوحنا المعمدان . الحقيقة ما أجمل أن كل واحد فينا يبقى عارف حقيقة موقعه بالضبط وما يتلخبطش ومفيش حد يثيره وما يحصلش حسد وحقد ومنافسات وغضب وغيرة , يوحنا عارف أن المسيح هو العريس وأن الشعب هو العروس وأن هو صديق العريس , وكان زمان فى النظام اليهودى صديق العريس بيسموه الأشبين ولحد دلوقتى بيستخدموا لقب الأشبين لما الواحد بيتعمد بيعملوله أشبين علشان يعلمه ويعد ليه كل حاجة , فكان الأشبين ده هو اللى يرتب كل شىء للعرس وكان يبقى صديق العريس أو الملتصق بيه أو القريب جدا ليه واللى بيحبه قوى وهو اللى يعد له كل أستعدادات العرس من ترتيبات من دعوة مدعويين ومن تجهيز أماكن ومن تجهيز الفرح وده لدرجة أنهم بيقولوا حاجة لطيفة قوى أنه بعد ما يعد كل عدة الفرح يروح يحرس حجرة العريس والعروس قبل ما يدخلوها وهو اللى يفتح لهم الباب علشان مفيش أنسان متطفل يدخل وعلشان كده بيقول , أما صديق العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس لأنه كان بيقف يحرس وبيبقى عارف صوت العريس لما العريس يقبل وهو عارف صوته فيفرح أن هو قرب وأن هو داخل إلى حجرته , فبيفرح لأنه كان المفروض أنه يقرن العروس بالعريس وأنه نجح فى مهمته وأنه فرحان بفرح صديقه ولذلك قال يوحنا لتلاميذه إذا فرحى قد كمل , لأن أنا جاى مخصوص علشان أعد العروس للعريس علشان أقرن الأثنين مع بعض , وأنتم جايين تقولوا لى أزعل وثور وأغضب , طيب أزاى ؟ إذا كان الكلام اللى أنتم بتقولوا لى ده هو مصدر فرحى ومش مصدر غيظى لأن كده فرحى كمل أنى أسمع أن الجميع يأتون إليه وأن العروسة أقترنت بالعريس وعلشان كده فرحى الآن قد كمل , ويوحنا جاء يعد العروس التى كانت أتسخت وتوحلت فجاء يوحنا ليغسلها لكى تكون معدة للعريس وعلشان كده كان عمله فى الإعداد معمودية التوبة لمغفرة الخطايا علشان يقدم عروس لائقة للعريس فجاء وعطاها حمام وغسلها وهو ده كان اللى عمله يوحنا المعمدان أنه غسل الشعب من خطاياهم وعمدهم فى نهر الأردن معترفين بخطاياهم علشان يسلمهم للمسيح عروسة نظيفة غير متسخة بالأوحال ولو رجعنا لما الملاك كلم أبوه زكريا قال له يرد قلوب الأبناء ويرجعهم لحالة القداسة مرة تانية ولحالة التوبة مرة تانية , فقال لهم اللى أنتم جايين تثيرونى ضده , لازم تعرفوا أنه هو سبب إكتمال فرحى وسعادتى , أن صديق العريس يفرح جدا لفرح العريس لأنه فاهم موقفه كويس وأنه صديق للعريس , علشان كده مبدأ خطير جدا فى الخدمة للناس اللى بتخدم على أى مستوى من المستويات أنها تبقى عارفة نفسيها كويس وأن كل الخدام ما هم إلا أصدقاء للعريس وينبغى أن فرحهم يكمل بأن العريس تروح للعريس وإن النفوس اللى بيخدموها توصل لربنا , والحقيقة لو فهم الخدام الحتة دى كويس لن يكون هناك حسد وغيرة وفلان بيتكلم أكثر منى وأحسن منى وعنده مواهب أكثر منى والناس ملمومة حوالية أكثر وده صوته أحسن والصراعات اللى بتنشأ ولازم نفهم كلنا أن أحنا ما إلا أصدقاء للعريس وفرحنا يكمل بأن العروس تصل إلى العريس , مش أن إحنا نثبت ذواتنا أو نثبت مراكزنا . الحقيقة فى العهد القديم وبالتحديد فى سفر التكوين الأصحاح 24 نجد صيق العريس فى شخصية أَلِيعَازَرُ الدِّمَشْقِيُّ ممكن تستمعوا بقراءة هذا الإصحاح لتتعرفوا على دور صديق العريس.
30*30يَنْبَغِي أَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ.وراح يوحنا أضاف ينبغى أن ذلك يزيد وكلمة ينبغى بتعنى حتمية ضرورية , فيوحنا كان فى آخر أجيال العهد القديم أو آخر أنبياء العهد القديم , وأنبياء العهد القديم كلهم ما كانوا إلا مجرد عبارة عن شوية مصابيح أو شوية شموع بينوروا فى الظلمة , والظلام اللى شمل وأخذ العالم كله . فهم كانوا يادوبك شوية مصابيح ضعيفة بتنور ضوء خافت بسيط علشان تنور فى الظلمة اللى حضرت , لكن هذه المصابيح مابقاش لها لازمة لما الشمس طلعت وأشرقت ولما الشمس ظهرت وجاء النور الحقيقى اللى هو السيد المسيح وعلشان كده كان المفروض أن تلك المصابيح تفضل تخفت تخفت تخفت لأن الشمس ظهرت , ينبغى أن هذا يزيد وأن أنا أنقص , وفى إتضاع عظيم جدا وبيقر يوحنا بهذه الحقيقة وهى أن المسيح ينبغى أن يزيد بإستمرار وأن النفس البشرية ينبغى أن تنقص , وده مش للخدام فقط بل لكل نفس فينا , أن المسيح يفضل يزيد فيا فيا فيا , وذاتى وأنانيتى تفضل تقل تقل تقل , لحد ما أبقى أنا كلى المسيح ويبقى لى فكر المسيح ومشاعر المسيح وقلب المسيح ونظرات المسيح , وهو أنا أسمى مسيحى ليه؟ طبعا مسيحى لأن المسيح ملأنى , لنصل إلى ملىء قامة المسيح , وعلشان كده ينبغى بإستمرار أن المسيح يزيد فيا وإن أنا أنقص , لكن سامحونى للأسف أحنا بنعمل عكس الكلام ده , وأحنا بنقول آية تانية من أنجيل آخر وهى ينبغى أن أنا أزيد والكل ينقص بما فيهم المسيح , وده شعارى بإستمرار أو شعار الحياة الأنانى بتاعنا , ينبغى أن أنا اللى أزيد فى الكرامة وأزيد فى الممتلكات وأزيد فى العلم وأزيد فى الشهرة وأزيد فى القوة وأبقى فوق الكل , ما هو لو بحثنا عن سبب الصراعات اللى موجودة بين الناس وبعضيها وسبب الخناقات والحسد والغضب والخصام ونسأل أيه سبب كل المشاكل دى والحقيقة ده مش فقط على مستوى الأفراد ده كمان على مستوى الدول وعلى مستوى المجموعات وعلى مستوى كل الخليقة وهى أن كل واحد بيقول ينبغى أن أنا أزيد والكل ينقص وأنا أبقى فوق الكل وأحلى من الكل وأكبر من الكل وأشهر من الكل , والكل ملتفيين حواليا , وللأسف ده هو شعار الحياة اللى ناس بتعيشه دلوقتى , وفينها من كلمة يوحنا المعمدان ( ينبغى أن هذا يزيد وأن أنا أنقص ) , آدى عظمة يوحنا المعمدان وأتضاعه الحقيقى , كان إتضاع عظيم جدا , ونأخذ بالنا أن أتضاعه هذا مش حاجة هو كان حاسس أنه عالى وبعدين بيتنازل عنها لأ ده أتضاعه هذا لأنه مدرك حقيقة أمره وأن ده الحقيقة والواقع أن هو ينبغى أن يزيد وأن أنا أنقص , يعنى مش أنا بأتنازل له , يعنى المفروض أن المجد ده يبقى لى وأنا بأتنازل عنه ليه ل أده الإتضاع اللى مش أنا أحس أن أنا بأنزل درجة لأ لأن الإتضاع هو أن أعرف حقيقة نفسى , أصل ساعات الناس بتفتكر الإتضاع إن الإنسان المتضع هو يعنى اللى بيتنازل .. لأ ده لو عنده إحساس إنه تنازل ده يبقى هو عين الكبرياء , لكن الإتضاع هو أن أنت تعرف حقيقة نفسك , ما هو واحد يبقى حاسس كده وبيجيبوه ويقعدوه فى مجتمع ويقولوا له أتفضل قدام يروح يقول لهم لأ أنا ورا ,لكن هو فى قرارة نفسه حاسس أنه من حقه الكرسى الأمامى , لكن هو بيتنازل ويروح يقعد فى الكرسى الأخرانى , الحقيقة ده مش متواضع ,فهو عنده إتضاع مزيف وهو ده عمق الكبرياء , لأن ممكن أكون قاعد فى آخر كنبة لكن عندى الإحساس وجوايا الإحساس بأن أنا أستحق أول كرسى وأفضل مكان , وعلشان كده المتكأ الأخير ده حاجة فى ضمير الإنسان مش حاجة واقعية أو حاجة مادية الإنسان بيقعد فيها , فكان إتضاع يوحنا إتضاع حقيقى فعلا لأنه كان عارف حقيقة نفسه ومش لإنه كان بيتنازل , إذا الإتضاع الحقيقى أنك تعرف حقيقة نفسك . ويوحنا لما قال أن ذلك ينبغى أن يزيد وأن أنا أنقص , لم يقولها بتنهد وضيق وغم وأهه بقى حنعمل أيه أهو أمرنا لله ينبغى أن هذا يزيد وأن أنا انقص ,أهو هو ده لزوم الشغل مع ربنا يعنى أو ده الأمر الواقع , لكن على العكس تماما نطقها يوحنا المعمدان بفرح وبصرخة هتاف وكان فرحان , وعلشان كده فرق كبير جدا بين اللى أحنا بنعمله وبين رؤية يوحنا المعمدان بالرغم من أن المسيح شهد ليه أنه لم يقم من بين مواليد النساء أعظم من يوحنا ,لأن كانت عظمة يوحنا المعمدان أنه عارف حقيقة نفسه كويس أنه لا شىء أو ولا حاجة وهو مجرد صوت صارخ فى البرية وهو صديق العريس وهو اللى بيهىء الطريق وينبغى أن ذلك يزيد وأن أنا أنقص .
31*31 اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، نبتدى هنا نشوف مقابلة ما بين القديم وما بين الجديد , وبأقول كده لأن أنجيل يوحنا البشير هو إنجيل التجديد اللى أبتدأ من أول الأصحاح الثانى وهو أن المسيح بيعيد بناء وتغيير وشفناه بيحول الماء إلى خمر وبيهد الهيكل وبيقيم هيكل جسده وبعدين بيتكلم مع نقيوديموس عن الولادة الجديدة وعن التغيير وتجديد الإنسان وكيف أن هذا التجديد يتم برفع المسيح على الصليب ,فأحنا لازلنا فى أنجيل التجديد وبيعمل مقارنة ما بين هدم القديم وبناء الجديد , وفى هذا العدد بيعمل مقابلة مابين القديم اللى هو الأرضى ,لأن كل الأنبياء بما فيهم يوحنا كلهم من الأرض , لكن السيد المسيح هو فوق الكل وهو اللى جاء من السماء وبيستعلن السيد المسيح هنا فى إنجيل التجديد بأنه هو العريس لكل نفس اللى هى العروس , فالمسيح يفوق الكل وأعنى بالكل يعنى كل الأنبياء والمعلمين والآباء القدماء لأنهم كلهم كانوا من الأرض , لكن المسيح هو الذى من فوق , وهو فوق الكل وهو أعظم من الكل ومن كل الشخصيات التى ظهرت على الأرض , والجميل أن معلمنا بولس الرسول بيعمل المقارنة دى فى رسالته للعبرانيين , بيعمل مقارنة ما بين المسيح وما بين العهد القديم كله , وبيعلن فى رساته للعبرانيين أن المسيح أعظم من الملائكة وأن المسيح أعظم من موسى رئيس الأنبياء وأعظم من يشوع أبن نون اللى أدخل الشعب أرض الموعد وأعظم من هارون رئيس الكهنة وأعظم من ذبائح العهد القديم كلها وأعظم من الهيكل اللى كانت بتقام فيه كل الذبائح والعبادات وأن المسيح فوق الكل وعلشان كده يوحنا بيقول أن المسيح لا يقبل مقارنته بأى شخصية من الشخصيات الموجودة على الأرض , والحقيقة مساكين المسيحيين اللى بيقارنوا دلوقتى الأنبياء الموجودين او الأديان الموجودة والمذاهب الموجودة بشخصية السيد المسيح وبيقولوا ما هو كله نبى .. بأقول لهم لأ لأ مش كله نبى سواء أنبياء حقيقيين أو أنبياء كذبة , فالمسيح فوق الكل ولا يمكن مقارنته لأنه هو الوحيد الذى من السماء , وحتى يوحنا المعمدان وهو بيتكلم عن نفسه أن هو أرضى وطبيعته أرضية , لكن المسيح طبيعته سماوية .
32*32 وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا . المسيح اللى هو فوق الجميع ,الذى من السماء , فهو اللى كان فى السماء وهو اللى طلع السماء وهو اللى رأى وهو اللى عنده الرؤيا واضحة جدا وهو اللى بيشهد لنا عن ما فى السماء لما بيقول الله الآب لم يره أحد قط الأبن الوحيد هو خبر , فهو أعلن لنا أن هو يمتلك الرؤيا ويمتلك الكلام لأن هو الوحيد اللى من السماء , فجوهر رسالة السيد المسيح كأبن لله لازم نفهم أيه اللى عمله المسيح بالضبط , فعمل المسيح ورسالته هو رسالة التجديد , وأن المسيح جاء يخلق كل شىء من أول وجديد , ويخلق الخلقة الجديدة بالروح القدس لأن هو الذى يمتلك الروح القدس , وإذا كان روح الله يرف على وجه المياه كما رأيناه فى سفر التكوين فى بداية الخليقة , فالمسيح جاء علشان يعيد خلقة البشرية ومش علشان يصلح مسار البشرية , ونأخذ بالنا كويس أن الأديان الأخرى والفلسفات التى ظهرت كلها بتقول أن الإنسان يتصلح طريقه وأعوجاجه , لكن المسيح لأ لم يجىء علشان يصلح ,فالمسيح جاء ليخلق من أول وجديد , فى فرق بين رجل الكرسى المكسور تضع ليها خشبة وتسندها علشان تستقيم وبين أنك تحضر رجل جديدة من أول وجديد , طبيعة جديدة وخلقة جديدة , فكل فلسفات الأديان الأخرى هى محاولة لصق الخشب بدلا من رجل الكرسى علشان يستقيم حال الإنسان , لكن المسيح ما عملش كده , الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا , وهو رفض مبدأ أننا نرقع حتة جديدة على قماشة قديمة ورفض أننا نضع خمر جديدة فى زقاق عتيقة , لكن لازم الكل يبقى جديد , لأن عملية الترقيع يصير الخرق أردأ , فلما تجيب قطعة قماشة جديدة وترقعها فى ثوب قديم فلما تيجى تغسل فقطعة القماشة تكش والقماش العتيق كان كش من زمان فنجد الخياطة تنفصل والخرق يصير أردأ , ولذلك كل الأديان الأخرى كل تركيزها على أنها تصلح وترقع القديم , لكن المسيح جاء يخلق خليقة جديدة وهذه الخليقة بالروح القدس اللى نفخه فى البشرية , وعوض ذبائح العهد القديم اللى شفناها بتكرارها كل يوم صبح وليل على المذبح والنار لا تطفأ وبتنوعها الشديد من ذبيحة أثم وخطية ومحرقة وتقدمة قربان وذبيحة سلامة وذبيحة كفارة وذبيحة تطهير البقرة الحمراء , كل ذلك جاء المسيح وألغاه بذبيحة نفسه اللى قدمها مرة واحدة وعلشان جاء هو كحمل الله , وليس الذى يعمل كفارة ويغطى على الخطية ولكن حمل الله الذى يرفع خطية العالم , وفى فرق أنه يغطيها لكن لسه موجودة , وفرق أن هو يشيلها نهائى كما الترجمة الإنجليزية يرفع TAKE AWAY يعنى يأخذها ويرميها بعيد عن البشرية , علشان كده تعليم المسيح تعليم إلهى لأن طبيعته إلهية , وهو فوق الكل , فاللى رآه وسمعه أن هو يعرف كامل العلم وكامل المعرفة , والناس التانية أو الأنبياء الآخرين كانت تتعلم وبعدين تعلم , لكن السيد المسيح لم يكن يتعلم لكى يعلم لأن هو أصلا مصدر العلم والمعرفة وعلشان كده حتى فى سنه الصغير فى أنجيل معلمنا لوق لما راح المسيح الهيكل وهو فى سن الثانية عشر , كان المعلمين قد بهتوا من فهمه وأجوبته , فالمسيح لا يعلمنا كالكتبة والفريسيين , لكن يعلمنا بسلطان . فالكتبة والفريسيين وكل أنبياء العهد القديم كان لازم يتعلموا علشان يعلموا , لكن المسيح كان تعليمه إلهى لأن طبيعته إلهية وكان هو ينبوع التعليم , بيقول لهم (سمعتم أنه قيل للقدماء ولكن أقول لكم ) يعنى أنا أقول لكم , فهو الوحيد اللى كائن فى الحضن الأبوى وهو اللى يقدر يقول لينا وهو اللى يقدر يعلن لنا عن طبيعة الله لأنه هو الله وعلشان كده بيضع شرط وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا . يعنى شهادته لم يقبلها أحد ,وناخد بالنا من الحوار اللى جاى , فتلاميذ يوحنا المعمدان قالوا له , أن الجميع يأتون إليه , فيوحنا قال صحيح الكل جاء له لكن مش الكل قبله ! . نعم الكل يأتى إليه ولكن ليس الكل يقبله ويقبل شهادته ويؤمن بيه , فإن كان الكل يجيئوا له لكن هذا المجىء ليس إلا مجىء وقتى ومش كده فقط لكن بيكون مجىء لغايات معينة وغايات خاصة , طيب أيه معنى الكلام ده وخطورته؟ أن فى ناس كثيرة بتيجى الكنيسة وبتيجى للمسيح , لكن مش معنى اللى جاء للمسيح أنه قبل المسيح , ومش معنى أن كل واحد موجود فى الكنيسة ودخل الكنيسة أنه قبل المسيح , لأن فى ناس بتأتى إلى المسيح مجىء مؤقت لفترة معينة ولغرض معين ولغرض خاص , فكان زمان فى ناس بتيجىء إليه علشان تصطاده بكلمة لكن مش علشان تقبل شهادته , وفى ناس تانية بتجيله علشان يشفى ليهم المخلع أو المفلوج , وفى ناس بتجىء إليه علشان تفتح عيون العمى , وفى ناس بتجىء إليه علشان يقوم حماة سمعان , وفى ناس بتجيله لأنها أكلت من الخبز فشبعت , يعنى فى أغراض كثيرة فى المجىء للمسيح , وفى ناس كانت تجىء له لكى تتفرج على المعجزات وتشوف منظر أكروبات وحاجات عجيبة بتتم قدامها , وفى ناس جاية تنتفع من وراءه , أنتم بتقولوا الجميع يأتون إليه لكن مش الكل بيقبله , وفى اللى بيجيله لوقت معين أهو فاضى وجاى يسلى نفسه وجاى يتفرج وجاى طالب طلب معين لكن ما هواش إتيان دائم , لأن الإتيان الدائم ده محتاج لقبول المسيح ولشهادة المسيح .
33*33وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللَّهَ صَادِقٌ، لكن اللى عايز يقبل المسيح قبول دائم ويتحد بالمسيح , فهذا هو اللى بيختم أو بيبصم وأحنا عارفين اللى ما بيعرفش يمضى بيشيل ختم وهو يعنى توقيع أو يعنى أنا بأشهد بأن هذا صح , فاللى بيقبل المسيح يعنى بيشهد بصدق الله , وختم أن الله صادق .
34*34لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ يَتَكَلَّمُ بِكلاَمِ اللَّهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي اللَّهُ الرُّوحَ. لأن الذى يتكلم كلام الله لأنه مرسل من الله , فالمسيح رسول إعترفانا , وهو مرسل من الله ليعلن لنا طبيعة الله وهو اللى يقدر يقول كلام الله لأنه هو الكلمة , وعلشان كده نلاحظ التفسير الجميل هنا كلمة الذى أرسله الله , وأن المسيح مرسل إرسالية خاصة لكل فرد منا , ونجد مقابلة بديعة جدا فى أنجيل يوحنا الأصحاح التاسع اللى فيه معجزة شفاء المولود أعمى , أن المسيح طلى عينيه بالتين وقال له أذهب وأغتسل فى بركة سلوام وبعدين يصر يوحنا أنه يكمل الآية الذى تفسيره مرسل , فبيصر أنه يقول أن بركة سلوام دى تفسيرها يعنى مرسل وكأنه يغتسل فى المسيح , لأن المسيح هو المرسل وهو رسول إعترافنا , ومرسل من أجل خلاصنا , وهو تكلم كلام الله لأنه هو الله . وبعدين بيقول لأنه ليس بكيل يعطى الله الروح , طيب أيه هو الكيل أوالمكيال ؟ المكيال ده عبارة عن مقياس بيجزء الأجزاء وكل جزء يشير إلى حجم معين أو مقياس معين والكلمة اليونانية اللى أستخدمها يوحنا أيكمترون وكلمة مترون من كلمة متر التى تعنى قياس , ولما بيقول الله لا يعطى الروح بكيل , طيب مين اللى شاف الروح نازل ومستقر على شخص المسيح ؟ طبعا يوحنا المعمدان ولذلك هذا الحديث يقوله كله يوحنا المعمدان وليس يوحنا الحبيب لأن هناك البعض يعتقد أن هذا الحديث من عدد 31 قاله يوحنا الحبيب ولذلك العدد 34 بيوضح أن اللى قاله يوحنا المعمدان , فكان زمان العهد القديم حانشوف مقارنة ما بين المسيح وما بين أنبياء العهد القديم , أن أنبياء العهد القديم كانوا بيأخذوا الروح بمكيال وبمقياس معين على قد ما يستوعب النبى وعلى قدر ما يحمل الروح بيأخذ وعلى قد ما بيتحمل السامع , وعلشان كده فى العهد القديم الروح القدس كان بيحل لوقت معين ويفارق ولخدمة معينة ولهدف معين ويفارق بمقياس بكيل , وقد يكبر هذا الكيل وقد يقل لكن بالنسبة للمسيح فإن الروح القدس اللى فيه مش بمقياس وعلشان كده لما نرجع للأناجيل الأخرى نتعجب من التعبير العجيب أن بعد معمودية المسيح نجد كل البشيرين بيقولوا ورجع يسوع ممتلىء من الروح القدس , وكلمة ممتلىء لأنه مش بكيل ومش بمقياس لأن الروح القدس ده هو والمسيح واحد , المسيح ممتلىء بالروح القدس ودى طبيعتنا فى العهد الجديد لأن الروح القدس اللى حل فى المعمودية حل على جسد بشرية المسيح اللى هو نيابة عنا وهو ماكانش محتاج لحلول الروح القدس لكن لأنه كان بيجددنا وبيخلقنا فى جسم بشريته , وعلشان كده فرق بين المسيح وكل الأنبياء , وهو أن أنبياء العهد القديم أخذوا بمقدار ولوقت معين , لكن المسيح هو الملىء الذى يملأ الكل .
35* 35اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. يعلن هنا أن الآب يحب الأبن ولو نفتكر منظر السيد المسيح فى نهر الأردن فى لحظة العماد لما سمع يوحنا صوت من السماء بيقول هذا هو أبنى حبيبى الذى به سررت وفى نفس اللحظة الروح القدس نازل مثل حمامة ومستقر عليه , ومن هنا نفهم أن إعطاء الروح هو علامة حب , وعلشان كده بالنسبة لينا بقى , محبة الله ظهرت بالروح القدس المعطى لنا كما يقول القديس بولس الرسول فى رسالة رومية 5: 5 5وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا. علامة الحب هى إعطاء الروح ,وهو نفس التعبير الدارج اللى الناس مازالوا بيستغلوه دلوقتى لما واحد بيحب واحد وعايز يعبر له عن حبه الكبير فيقول له ده أنا أديك روحى , لأن إعطاء الروح علامة حب ,وهى أغلى ما املك وكل ما أملك . وإذا كان الأبن أخلى ذاته آخذا صورة عبد صائرا فى الهيئة كأنسان , والأبن صنع مشيئة الآب لأن هو والآب واحد وهو الوحيد اللى كان يقدر يصنع مشيئة الآب كاملة مائة فى المائة لأن هو والآب واحد وعلشان كده سمع صوت أنت أبنى حبيبى الذى به سررت , وقد دفع إليه كل شىء يعنى سلطان الأبن المطلق بالضبط زى سلطان الآب المطلق (كل ما للآب فهو لى ) , كل شىء فى يده , الحياة الأبدية فى أيديه علشان كده هو يعطى حياة أبدية , وأيضا الدينونة اللى عكس الحياة الأبدية هى فى أيديه وعلشان كده هو الذى يدين . إذا كل شىء فى يدى الأبن ,الحياة الأبدية والدينونة فإذا كا كده فبيعلن لنا فى آخر آية فى هذا الأصحاح :
36* 36 اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ».
إذا كان الأبن كل شىء دفع ليده , الحياة الأبدية والدينونة, فالذى يؤمن بالأبن ويثق فيه ويصدقه ويتحد بيه له الحياة الأبدية , وأما الذى لا يثق فى الأبن ولا يصدق فيه ,فليس فقط مالوش الحياة الأبدية بل لن يرى حياة , أنظروا فى الكتاب المقدس كويس قوى كلمة لن يرى حياة نجد كلمة حياة غير معرفة بـ أل يعنى مش حايشوف حياة بأى نوع من الأنواع , لا حياة أرضية ولا حياة أبدية , بل يمكث عليه غضب الله . اللى بيؤمن هو اللى بيقول أن الله صادق وبيختم بصدق الله , لكن الذى لا يؤمن يجعل الله كاذب , يعنى بيقول لربنا أنت مش صادق وعلشان كده بيبقى تحت الدينونة , وبيتكلم أن أحنا كنا أبناء الغضب بالطبيعة نتيجة الخطية وكنا تحت الدينونة ومستوجبين الغضب وبعدين جاء المسيح وحمل الغضب ده عنا , وحمل اللعنة والدينونة على خشبة الصليب من أجلنا , الغضب اللى أحنا كنا أولاده بالطبيعة ,وبيبقى تحت الدينونة لأنه بيقول أن المسيح حاجة من ضمن الحاجات وعلى مستوى الناس التانية والأديان والآراء والفلسفات الأخرى . فهل المسيح ينبغى أن يزيد وأن أنا أنقص أم أن العكس هو شعارى فى الحياة , ينبغى أن أنا أزيد والكل ينقص , السيد المسيح بيخلق وبيجدد بالروح القدس , ووظيفة الروح القدس بإستمرار حاجتين : 1- أنه بيعلن لنا حق الله وبيعرفنا الله ويذكركم ويعلمكم ويرشدكم .2- مش فقط أنه يعرفنا لكن يعطينا لو أحنا خضعنا ليه أن أحنا نقبل هذا الحق ونعيشه , وليس فقط أن أحنا نعرفه لكن أن أحنا نقبله ونعيش هذا الحق, ففى هذا الجزء بيعلن لنا خمسة حاجات مهمين جدا : 1- أصل المسيح , أن المسيح هو من فوق من السماء . 2- تعاليم المسيح , أن كلام المسيح هو كلام الله ومش كلام إتعلمه من حد . 3- أن المسيح هو اللى ليه الروح اللى حايخلق ويجدد بيه كل الخليقة ولن يكون لنا حياة جديدة إلا بالروح القدس الذى يعلن لينا ويجعلنا نخضع للروح القدس . 4- أن المسيح ليه كل سلطان ودفع إليه كل شىء , سواء الحياة الأبدية أو الدينونة . 5- نتيجة قبولنا للمسيح يبقى لينا حياة أبدية , ونتيجة رفضنا للمسيح لن نرى حياة بل يمكث علينا غضب الله والدينونة تفضل علينا . الحقيقة أن يوحنا الحبيب كان ليه الفضل أنه يضيف هذه الإضافة اللى مش موجودة فى الأناجيل الثلاثة الأخرى , لأن يوحنا الحبيب كان تلميذ ليوحنا المعمدان وعلى علاقة بيه وعلشان كده كان بيعرف الأمور السرية والحاجات الخفية والأحاديث التى لم تعلن على الملأ , لأن يوحنا المعمدان كان بيكلم تلاميذه دائما وبيوجه نظرهم ويصحح وجه نظرهم ناحية المسيح كشخص وكرسالة , الكلام ده كان بيعمله يوحنا مع تلاميذه السريين وكان يوحنا الحبيب واحد منهم , وعلشان كده هو اللى أضاف لينا هذه الإضافة التى لم تذكر فى الأناجيل الأخرى , حديث يوحنا المعمدان العجيب عن شخص المسيح وعن إرساليته وعن الكلنة اللى قالها يوحنا ينبغى أن ذلك يزيد وأن أنا أنقص . المسيح بعد ما علم بهذه الخناقة اللى حصلت عمل موقف عجيب سنكمله فى أنجيل معلمنا يوحنا الأصحاح الرابع من آية 1- 3 1 فَلَمَّا عَلِمَ الرَّبُّ أَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ تلاَمِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا،2 مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ, 3تَرَكَ الْيَهُودِيَّةَ وَمَضَى أَيْضاً إِلَى الْجَلِيلِ.
شوفوا ما أحلى أن يكون فى الخدمة روح واضحة , لما يوحنا جاؤوا لكى يهيجوه على المسيح , قال ليهم أنا عارف كويس نفسى وينبغى أن ذلك يزيد وأن أنا أنقص , والسيد المسيح شعر أن الناس كثرت حواليه وتركت يوحنا راح تارك المكان اليهودية , محدش بيطلب حاجة لذاته , علشان ما يزودش الصراع ويزيد الخناقة والغيرة والحسد ترك المكان , يعنى ترك اليهودية كلها خالص وطلع للجليل للشعب الجالس فى الظلمة فى الشمال . ما أجمل أن الروح دى تكون موجودة بدلا ما بيتخانقوا على مكان واحد وبيتصارعوا على حاجة واحدة لأ فى مجالات كثيرة جدا فأترك الصراعات , ده المسيح ترك اليهودية ومضى أيضا إلى الجليل , بالرغم من أن يوحنا هنا بنشوفه بيصر لم يكن المسيح يعمد بل تلاميذه لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد وموت المسيح وقيامته لم يحدثوا بعد , فبيقول لما سمع أن الفريسيين سمعوا أن المسيح بيعمد ويصير تلاميذ له , راح تارك المكان كله , وتلقائيا زى ما الفريسيين سمعوا بمعمودية يوحنا وراحوا وقعدوا يسألوه , فكان المسيح متوقع أنهم يعملوا نفس العمل , فمش وقتكم دلوقتى أنكم تيجوا تسألونى لكن سندخل فى حوار بعدين مش دلوقتى لأن هو ليه شغل فى الجليل لسه عايز يعمله , والجليل هو الشعب الجالس فى الظلمة والذى أبصر نور عظيم ولذلك بيضع يوحنا الحبيب كلمة ومضى أيضا إلى الجليل ودى تانى مرة يروح فيها المسيح لمنطقة الجليل اللى فيها كفر ناحوم واللى فيها الناصرة واللى فيها العشر مدن والمنطقة الشمالية ولذلك بيقول ( أيضا) , والمرة الأولى كانت فى يوحنا 1: 43 43 فِي الْغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجَلِيلِ، فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». ودى كانت الزيارة الأولى للجليل وصنع فيها معجزة عرس قانا الجليل , وبعدين رجع لليهودية وطهر الهيكل وأتكلم عن نقض الهيكل وبناء هيكل جسده وبعد كده رجع مرة تانية للجليل , وفى الجليل ركزت كل الأناجيل الثلاثة على معجزات السيد المسيح اللى عملها فى كفر ناحوم اللى هى فى زيارته للجليل اللى بيتكلم عنها دلوقتى يوحنا الحبيب.
والى اللقاء مع الجزء الثانى عشر تكملة التأملات فى شخصية يوحنا المعمدان. راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.