رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اقتنِ عظمة داود تعرض داود الملك منذ شبابه المبكر لأوقات عصيبة، كان أولها مهاجمة دب وأسد له، ثم مخاطرته بحياته عندما تقدم في جرأة ليحارب جليات الفلسطيني، ثم مطاردة شاول الملك له، وبعد أن تثبتت المملكة بيده ظلَّ داود يحارب أعداءه إلى نهاية حياته. لم يتذمر داود الملك بسبب تلك الأتعاب التي عانى منها كثيرًا، لكنه شكر الله الذي علمه الكثير من خلالها، كقوله: "مُبَارَكٌ الرَّبُّ صَخْرَتِي، الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ وَأَصَابِعِي الْحَرْبَ" (مز 144: 1). لقد اعتبر داود الحروب التي قادها حروب مقدسة، لأن الأعداء كانوا يريدون أن يهينوا اسم الرب ويبيدوا شعبه.. وهكذا حارب داود الملك الأعداء مظهرًا محبته لله وغيرته على اسمه القدوس، كقوله: "قَتَلَ عَبْدُكَ الأَسَدَ وَالدُّبَّ جَمِيعًا. وَهذَا الْفِلِسْطِينِيُّ الأَغْلَفُ يَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا، لأَنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ" (1صم 17: 36). إنَّ كثيرين من أولاد الله يتشبهون بداود، حينما يقدمون محبتهم لله، بتعريض أنفسهم لمتاعب ومخاطر أثناء الخدمة، أو أثناء شهادتهم للحق من أجله. لقد تعلم داود في حروبه الكثيرة الإيمان بالله القوي، الذي اتكل عليه بشجاعة، كقوله: "فَقَالَ دَاوُدُ لِلْفِلِسْطِينِيِّ: أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ" (1صم 17: 45). كذلك حينما يتعرض أولاد الله للضيقات والمشاكل والأتعاب يعتبرونها فرصة عظيمة لتذوق واختبار الإيمان، الذي عرفوه من خلال الإنجيل بطريقة عملية. لقد تعلم داود أيضًا من خلال الضيقات والأتعاب، التي أَلَّمت به خبرات كثيرة، كان لها دور فعال في تشكيل شخصيته الفَذَّة، كقوله: "الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ، فَتُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ" (مز 18: 34). وقد ذُكِرَ عن الرب يسوع المسيح، أنه تعلم الطاعة من معاناته كإنسان، كقول الكتاب: "مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ" (عب 5: 8). فإن كان الرب يسوع ابن الله الذي حلَّ فيه كل ملء اللاهوت جسديًا، قد تعلم الطاعة كابن بشر، فكم نحتاج نحن الضعفاء أن نتدرب من خلال بعض الضيقات، لكي ننمو في طريق الكمال؟! لقد أكد الكتاب أهمية عمل الضيقات التي نجتازها في حياتنا، بقوله: "... وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (أع 14: 22). القارئ العزيز... اقبل ما يأتي عليك من ضيقات لا تتذمر، بل كن شجاعًا وتقدم واحمل صليبك بغيرة وحب لمسيحك الذي سيقودك، ويعلمك، وينصرك، ويرفعك. |
|