رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ضمّ صلوات الآخرين لصلاتك قتل هيرودس يعقوب أخا يوحنا بالسيف، ثم قبض على القديس بطرس الرسول وألقاه في السجن ناويًا قتله، ولكن الكنيسة ممثلة في المؤمنين اجتمعوا معًا ليصلوا لأجله، كقوله: "فَكَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوسًا فِي السِّجْنِ، وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ" (أع 12: 5). صلى المؤمنون معًا كما علمهم الرب، قائلًا: "... إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (مت 18: 19). فاستجاب الله وأرسل ملاكه، وخلص القديس بطرس من يد هيرودس، ومن شعب اليهود المستعدين لقتله، لأن صلاة الكنيسة والمؤمنين لأجل إخوتهم لها فاعلية عظيمة. وقد علمنا الكتاب المقدس أن نطلب صلوات إخوتنا عنا عندما نقع في ضيقة. وهكذا طلب دانيال النبي من أصحابه أن يصلوا، ليُعَرفَّه الله بحلم الملك، كقول الكتاب: " حِينَئِذٍ مَضَى دَانِيآلُ إِلَى بَيْتِهِ، وَأَعْلَمَ.. أَصْحَابَهُ بِالأَمْرِ، لِيَطْلُبُوا الْمَرَاحِمَ مِنْ قِبَلِ إِلهِ السَّمَاوَاتِ مِنْ جِهَةِ هذَا السِّرِّ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ دَانِيآلُ وَأَصْحَابُهُ مَعَ سَائِرِ حُكَمَاءِ بَابِلَ" (دا 2: 17، 18). وقد أدركت أستير الملكة أيضًا هذه الحقيقة، فطلبت من مردخاي، قائلة: "... اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلًا وَنَهَارًا. وَأَنَا أَيْضًا وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذلِكَ. وَهكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ..." (أس 4: 15، 16) إن الله هو إله المحبة، الذي وعد باستجابة صلوات المحبين لأجل أحبائهم، بقوله: "... وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا" (يع 5: 16). فإن كان الله يقبل صلواتنا لأجل بعضنا، فهو بالأولى أيضًا يقبل طلبات وتوسلات القديسين عنا (الشفاعة التوسلية). لقد أمر الله أصدقاء أيوب أن يطلبوا صلواته عنهم، وحفظ الله أورشليم من أجل داود النبي والملك، كقوله: "وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي" (2مل 19: 34). القارئ العزيز... اطلب من الكنيسة أن تصلي لأجلك ومعك، ولا تطلب لأجل نفسك فقط، بل وسع حدودك في الطلبة لأجل الآخرين، لأن ذلك يجعل صلواتك مقبولة، كقوله: "فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ" (1تي 2: 1). |
|