* "تكلم بها فمي في ضيقي" [14]. يا لعذوبة التجربة في أغلب الأوقات! يا لضرورتها! في تلك الحالة بماذا يتكلم لسان نفس المتحدث الذي في ضيقة؟ "أصعد لك محرقات سمينة (حتى نخاع العظام)" [15] ما معنى نخاع العظام؟ أحفظ حبك في داخلي، وليس على السطح. أحبك من نخاع عظامي. فإنه ليس شيء أكثر عمقًا (داخليًا) من نخاع العظام. العظام في الداخل أكثر من الجسد، والنخاع في الداخل أكثر من العظام نفسها. لذلك من يحب الله من السطح يطلب بالأكثر أن يُسر الناس، ولكن إذ له شيء من العاطفة في الداخل لا يقدم محرقات نخاع العظام، أما من يتطلع (الله) إلى نخاع عظامه فإنه يتقبل منه الكل.
القديس أغسطينوس