لا يكفي فقط تطويب العذراء بمدحها بالألقاب كتسميتها مثلًا بالمطوبة، ولكن تطويب العذراء لا يتحقق دون إدراك لعظمة فضائلها، وما نالته من نعمة عظيمة تفوق الوصف، وهذا لا يأتي دون الدراسة والتأمل العميق لكل ما يخص أمنا العذراء القديسة مريم. حينئذ سيمتلئ قلبك بمشاعر عميقة عن عظمة أمك العذراء والدة الإله، وسيلذ لك أن تشارك الكنيسة التماجيد والتسابيح اللأئقة بها، وسينبض قلبك بحب أم النور أمك، وستجدها قريبة منك جدًا. لقد نصح قداسة البابا شنوده الثالث بالتأمل في عظمة العذراء وفي تجليها فوق قباب الزيتون، بقوله: "جميل بنا ان ننتزع أنفسنا من وسط مشغوليات العالم، لنسبح في هذه الذكريات المقدسة، ونعيش -ولو للحظات- في عالم اسمى من عالمنا، وفي أجواء روحية تعلو بنا إلى فوق، حسبما تستطيع أرواحنا أن ترتفع..."