منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 12 - 2022, 01:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

قداسة البابا تواضروس الثانى | بلد الحـب



قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال١١٨

بلد الحـب

" أرني ( يا الله ) بلد الحب لأتكلم عنه كما يستطيع ضعفي .

أفرخ فـي يـارب نعمتـك برحمتـك لأتكلم عنها .

ألهب قلوب محبيك فيخرجون في طلبها " .
( الشيخ الروحاني )



إذا إن كـان أحـد في المسيح فهـو خليقـة جـديـدة :

الأشياء العتيقـة قـد مضـت ، هـوذا الكـل قـد صـار جـديـداً .
ولـكـن الكـل مـن اللـه الـذي صـالحنا لنفسه بيسوع المسيح ، وأعطانا خـدمـة المصالحة ، أي إن اللـه كـان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه ، غير حاسـب لهـم خطاياهم ، وواضعاً فينـا كلمـة المصالحة . إذا نسعى كسفراء عن المسيح ، كأن الله يعظ بنا .



نطلب عن المسيح :

تصالحوا مع الله لأنه جعـل الـذي لـم يـعـرف خطيـة ، خطيـة لأجلنـا ، لنصير نحـن بـر اللـه فيه " ( ٢ كوه : ١٧ - ٢١ ) . في بداية رحلتك معي عزيزي القارئ خلال هذا الكتاب ، أود أن نتعـرف سوياً على مجموعـة مـن المبادئ الروحية الهامـة ...

ولتعتبرهـا يـا صـديقي إرشادات الطريق في مسيرتك الروحية هيا سوياً لنخطو خطوتنا الأولى .
أولا : ما هي الحياة الروحية بلد الحب :

الحياة الروحية هي الإطار الـذي يجمع ثلاثـة محـاور هامـة : النعمـة وعملها ، الإنسان بتوازنه ، وأخيراً الكنيسة وأسـرارهـا .
1- النعمة وعملها:-
عمل النعمة ، هو عمل دائم ومستمر ولا ينقطع ، ويظهـر عمـل النعمـة كلما كانت حياة الإنسان مملوءة ثمـراً ... وهناك قاعـدة روحيـة هامـة أود أن أوضحها لك ، وهي أن الله لا يريد من الإنسان سوى إرادته لتعمل نعمته فيه .

وعمل النعمة بدوره يقود الإنسان لاختبار هام في الحياة الروحية وهـو معية المسيح .

معي تأمل يا عزيزي ترتيلـة داود النبي : " إذا سرت في وادي ظل المـوت لا أخاف شرا ، لأنك أنت معي " ( مز ٢٣ : ٤ ) ، فعبارة " أنـت معـي " تعكـس شـعوراً داخلياً وإحساساً حقيقياً بوجود الله وعمل نعمته ... بل أن هذا الشعور هو قمة عمل النعمة .
2- الإنسان بتوازنه :-
خلق الله للإنسان عقلاً وروحاً وجعله :

عاقلاً ... عاملاً ... عابـداً ... ولكـن تـذكر يا صديقي أن التوازن هو الركيزة الأساسية لنجـاح هـذه المنظومة . أتسألني كيف يكون هذا التوازن ؟ ... أجيبك أن التوازن في حياة الإنسان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشبع الروحي ، فالعقل يتغذى بأعمال القراءة والمعرفة ، والروح تسمو بالعمل الروحي والشبع الشخصي بالمسيح .
ولكي يتحقق هذا الشبع الروحي لا بد أن تكون للحياة الروحيـة قـوانين تنظمها ، فالحياة الروحية شيء محدد ، ولها شكل ونمو ومراحل وتدرج . بقي لنا المحور الثالث والأخير ، ألا وهو :
3- الكنيسة بأسرارها :-
وهذه الأسرار توضع في ثلاث مجموعات رئيسية :

أسرار لا تمارس إلا مرة واحدة :
سـر المعمودية والميرون .
أسـرار دائمة التكرار :

سر الاعتراف والتناول ومسحة المرضى .

أسـرار قد تمارس وقد لا تمارس :

سر الزيجة والكهنوت .
لك أن تعتبر أن الأسـرار الكنسية هي بمثابة حلقـة الربط
بين عمـل النعمة والتوازن الإنساني ...

والتي بدورها تقود إلى العمق في الحياة الروحية .
أتسألني الآن : كيف أنمو في حياتي الروحية ؟
أود أن تعـي جيـداً أن النمـو الروحـي لـه عـدة قـوانين تنظمه وتضـمن تدرجه .

إن إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه الإنسان المسيحي ، هـي عـدم الاستمرار قد تبدأ نظاماً روحيـاً بحماس شديد ، ولكـن بعـد فتـرة قصيـرة يتسلل الفتور إلى قلبك !!

لكن القانون الروحي الذي يضمن الاستمرار هو :

" قليل دائـم خير من كثير متقطع " .

فالقليـل الـدائـم هـو الـذي يجعـل حياتنا مستمرة ،
فالمسيح لا يطلب منا الكم Quantity بل يطلب الكيف Quality نعم ...

إن المسيح يريد منك الاستمرارية حتى ولو كانت آيـة واحـدة أو مزمور ، فالاستمرار هو الذي يعطي انطباعاً أنـك شخص ذو قلـب مستعد لسكنى المسيح فيه .
أتذكر المرأة التي أعطت الفلسين ؟ قال عنها السيد المسيح ، انظروا كيف أعطت ؟ .

بمعنى أنه نظر إلى الكيف وليس الكم فعلى الأقل في كـل يـوم ، اهـتم أن يكون هناك فقرة أو آية في الإنجيـل تقوم بقراءتها مع وقفة صلاة ، وليكن هذا أقل شيء ... لكـن كـن دائـم التطلع أيضاً نحو النمو والتدرج في حياتك الروحية . هذا عن الاستمرارية والتدرج ،

أما عن الاعتدال يقول الآباء الذين اختبــروا الحياة الروحية :

" الطريق الوسطى خلصت كثيرين " ، وإذا أردنا أن نعرف كلمـة " الاعتدال " يمكننا القـول : أنـه عـدم التطرف يميناً أو شـمالاً ، أو عـدم المبالغة ، أو هو التوازن . أيتبادر إلى ذهنك كيف أحقق الاعتدال في حياتي الروحية ؟ أُجيبك :
يا عزيزي أن للحياة الروحية ثلاثة أعمدة رئيسية وهي :
" أب روحي ... قانون روحي ... وسط روحي
" .
فمن الخطأ أن يظن الإنسان أنه يستطيع أن يقـود نفسه بنفسه ، مهـما كانـت مكانتـه أو قامتـه الروحيـة كبيرة ، فالكنيسـة قائمـة عـلى الخضـوع .
الأب البطريرك يخضع لمجمع الأساقفة ، والمجمع بدوره يخضع للأب البطريرك ، وهناك آباء كهنة وشمامسة والجميع تحت خضوع ، فليحـذر كـل مـن يظـن في نفسه ، أنه أصبح مدركاً لكل شيء ، ويدرك كل الأمور .

الخضوع يا صديقي هو صمام الأمان في الحياة الروحية .. إنـه الضـمان الوحيد ، أن يحيا الإنسان تلميذاً في مدرسة التواضع . بقي لنا أن نتأمل سوياً في الحياة الروحية والتطبيق العملي . هناك ثلاثة تطبيقات ، تضعنا في دائرة الحياة الروحية عملياً .
قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال١١٨
عن كتاب خطوات


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فعاليات استقبال قداسة البابا تواضروس الثاني قداسة أبونا كيرلس بطريرك الكنيسة الإريترية
اليوم الاول من موتمر الخدام الثانى مع قداسة البابا تواضروس الثانى
سيامة قداسة البابا تواضروس الثاني أسقفًا عام بيد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث
الاصحاح الثاني (يوميات قراءة وتأمل لسفر اعمال الرسل مع قداسة البابا تواضروس الثانى)
من عظة قداسة البابا تواضروس الثانى ( 13-11)


الساعة الآن 12:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024