رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة التي في بيتك الطفولة هي هدية الله للبشرية، ذلك لأن غَرس القيَّم وتشكيل شخصية الإنسان تتم في المراحل الأولى من الطفولة والصبا، كقول الحكيم: "رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ" (أم 22: 6). لقد تحملت الكنيسة بإنشائها مدارس الأحد مسئوليتها العظيمة في تربية النّشء، ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع والكنيسة، كقول الكتاب: "لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ" (2تي 3: 17). ولكن إغلاق مدارس التربية الكنسية هذه الأيام (بسبب ضيقة كورونا) اثبت ضرورة قيام الأسرة بدورها في تسليم الإيمان لأبنائها. لقد علّمَنا التاريخ أن الأطفال استلموا الإيمان في روسيا الشيوعية من أجدادهم، وفاجأت روسيا العالم عند انقضاء زمن الشيوعية، بجيلٍ مؤمن تعَلم الإيمان واستلمه من أجداده، كقول الكتاب عن القديس تيموثاوس: "إذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلًا فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا" (2تي 1: 5). إننا لا يمكننا تأخير استلام الإيمان والتعاليم الإلهية لما بعد انتهاء ضيقة كورونا، ولا يمكننا أيضًا أن نعتمد فقط على بثَّ دروس مدارس الأحد من خلال شبكة الإنترنت، لعدم كفاءة أسلوب التعلم عن بعد بالنسبة للصغار. إن الصغير يحتاج أن ينظر في عيني المعلم، ويحتاج أيضًا للمتابعة باستمرار. لقد تعلم موسى النبي في المنزل بين أحضان أمه، كقوله: "... فَذَهَبَتِ الْفَتَاةُ وَدَعَتْ أُمَّ الْوَلَدِ. فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: اذْهَبِي بِهذَا الْوَلَدِ وَأَرْضِعِيهِ لِي وَأَنَا أُعْطِي أُجْرَتَكِ..." (خر 2: 8، 9). القارئ العزيز... إن ضيقة كرونا قد هيئت الفرصة للاحتكاك بأطفالنا، بسبب تواجدهم في المنزل هذه الأيام. إنها فرصة عظيمة لتسليم أولادنا الإيمان، والعمل على تنشئتهم روحيًا، ولكن هذا يحتاج لتكريس وقت وجهد. إنها مسئولية أبوية عظيمة ملقاة على عاتق الآباء والأمهات هذه الأيام. متابعة الآباء الدروس الروحية المناسبة لأولادنا أمر حيوي يجب الاهتمام به، بالتعاون مع الخدام. أما تحفيظ المزامير أو الألحان أو قطع محفوظات تحتوي على العقيدة السليمة أو التراتيل الهادفة، فهو الضامن لسلامة إيمان أولادنا. إنني أدعو الأمهات والآباء لاجتذاب أولادهم للصلاة، وقراءة أجزاء من الإنجيل. أخيرًا: إظهار الوِد والحب للأبناء مع سعة الصدر والاحتمال يمثل حاجة نفسية هامة للأطفال. وبالطبع أنا أثق أنَّ هذا سيؤول بنعمة الله لبركات عظيمة، تفرح قلوب الوالدين. |
|