رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السكنى في البرية عاش بعض رجال الله، أمثال موسى النبي، أو يوحنا المعمدان في البرية سنين عديدة. وقد عاش شعب الله إسرائيل أيضًا في البرية 40 سنة، وسيعش شعب الله في آخر الأيام في البرية فترة الضيقة، التي ذكر عنها سفر الرؤيا: "وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا" (رؤ 12: 6). إن حياة البرية شاقة وخشنة، وهي تعبر عن الضيق، الذي يحياه المؤمنين في هذا العالم، ولكننا نجد فيها دائمًا إعداد لحياة القداسة، وهي دائمًا ما تسبق الأمجاد القادمة، كقول الكتاب: "يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ التَّلاَمِيذِ وَيَعِظَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ، وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (أع 14: 22). ولكن، لماذا البرية بالذات؟ إن البرية ترمز للتجارب والشدائد التي تعترض حياة الإنسان، كقول الكتاب: "الَّذِي سَارَ بِكَ فِي الْقَفْرِ الْعَظِيمِ الْمَخُوفِ، مَكَانِ حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ لَيْسَ مَاءٌ. الَّذِي أَخْرَجَ لَكَ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ" (تث 8: 15). لقد عاش يوحنا المعمدان سنوات كثيرة في البرية، وبالطبع ساندته المعونة الإلهية، كما ساندت شعب الله بقيادة موسى النبي، كقوله: "وَأَكَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْمَنَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً..." (خر 16: 35)، وكقوله أيضًا: "ثِيَابُكَ لَمْ تَبْلَ عَلَيْكَ، وَرِجْلُكَ لَمْ تَتَوَرَّمْ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً" (تث 8: 4). إن حياة البرية ترمز لفترات الضنك والمعاناة، التي يتعرض لها الإنسان في حياته العملية. فإذا اشتدت عليك التجارب أيها القارئ العزيز، أو حاصرتك من كل ناحية، لا تخف، ولا تتعجب متسائلًا: كيف أحيا في البرية المقفرة (وسط الضيقة الشديدة)؟ بالإيمان ستحيا، وسيرعاك الله وسط الضيقة، كما فعل مع إيليا النبي وقت المجاعة، كقوله: "وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحًا، وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ" (1مل 17: 6). إن الأمر يحتاج منك إيمان، وتعلق بالمخلص، كقول الكتاب عن أبطال الإيمان: "الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَفٍ..." (عب 11: 33، 34). قف صلي وتعلق بالمخلص الفادي... ولا تخف، بل ثق في قدرته على الإعالة في البرية القفرة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأفضل لك السكنى مع الوحوش عن السكنى مع من كانت تصرفاتهم رديئة |
سجن الشكوى |
الشكوى والشهوة |
أعداد الفقاريات البرية آخذة في الإنخفاض داخل الحياة البرية |
مفاجأة بشأن الإيجار القديم (السكني وغير السكني) |