رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البخور العطر ينطلق فوق القباب سجل سنكسار اليوم الرابع والعشرين من شهر برمهات ظاهرة روحانية عجيبة تُصاحب تجلي كلية الطهر العذراء مريم في كنيستها في الزيتون عام 1968م قائلًا: "وفي بعض الليالي يغمر القبة الوسطى كمية من بخور أبيض ينتشر فوق سطح الكنيسة كلها، ويصعد إلى فوق نحو السماء إلى مسافة 30 أو 40 مترًا، علمًا بأن القبة الوسطى وإن كانت مفتوحة من داخل الكنيسة، لكنها ليست مفتوحة من خارج، بحيث لو صعد بخور من داخل الكنيسة، فإنه لا ينفذ إلى خارج القبة. ثم أن كمية البخور التي تنتشر فوق القبة وسطح الكنيسة كمية ضخمة، لا يكفى لتصعيدها ألف ألف مبخرة. ولولا أن هذا البخور عطري الرائحة وأبيض اللون وناصع البياض لكان يظن أنه ناجم من حريق كبير". كان هذا البخور ظاهرة عجيبة في مقداره، حتى أنه شُبِه بدخان حريق كبير مع الفارق في رائحته العطرة. إن هذه الظاهرة العجيبة تسحب قلوبنا للمنظر السماوي الذي رآه القديس يوحنا الرائي، وسجله في سفر الرؤيا، بقوله: "وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ" (رؤ 8: 3). واضح من النص السابق أن البخور هو صلوات القديسين يصعده الملاك لله، وبالطبع يُصعد الملاك صلواته الشخصية مع صلوات الناس، وهذا معنى كلمة "يصعده" فمع أن الله يعلم الصلوات، لكن الملاك يتوسل لله ليقبلها. لقد علمتنا الكنيسة أن العذراء هي أيضًا تهتم بصلواتنا لتجعلها مقبولة عند الله، كقولنا في صلاة "السلام لك أيتها القديسة الممتلئة مجدًا": "السلام لكِ. نسألك أيتها القديسة الممتلئة مجدًا العذراء كل حين، والدة الإله أم المسيح، أصْعِدي صلواتنا إلى ابنك الحبيب، ليغفر لنا خطايانا... ليصنع رحمة مع نفوسنا، ويغفر لنا خطايانا... اشفعي فينا أمام المسيح الذي ولدته لكي ينعم علينا بغفران خطايانا.." لقد اختُتمت هذه الصلاة بالتأكيد على قوة شفاعة العذراء بالقول: "نسألك: اذكرينا، أيتها الشفيعة المؤتمنة، أمام ربنا يسوع المسيح، ليغفر لنا خطايانا"[31] القارئ العزيز لقد ظهر البخور فوق قباب الكنيسة مصاحبًا لتجلي العذراء أم النور، بغرض تعليم الناس ضرورة الصلاة لله، وأيضًا أهمية التشفع بالعذراء القديسة، التي تشاركنا طلباتنا وصلواتنا، وتشفع فينا أما ابنها الحبيب. فهل تصلي بحرارة متشفعًا بالعذراء القديسة لكي تُصعد صلواتك، وليشتمها الله كرائحة بخور عطرة فيرضى عنك؟ |
|