رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحصن المنيع وسور الخلاص "أنتِ هي سورُ خلاصنا يا والدة الإله الحصن المنيع غير المُنثَلِم. ابطلي مشورة المعاندين لنا، وحزن عبيدك رُديه إلى فرح، وحَصني مدينتنا، وعن ملوكنا حاربي، وتشفعي عن سلام العالم..." [13] شفاعة العذراء تُشَبَّه بحصن مَنيع. وكما استُخدِمَ الحصن في الماضي لكي يهرب إليه الناس، ويتحصنوا به من خطر الحروب. كذلك شفاعة العذراء مقتدرة جدًا في قوتها، كما قيل عنها في صلوات السواعي (الساعة السادسة) "شفاعتك قوية ومقبولة...". إن شفاعة العذراء مريم تحفظ مُحبيها الذين يطلبونها. لأنها أم حنون لكافة المؤمنين، وهذا ما يدفعنا أن نلجأ إليها وقت الشدائد. نحن نلجأ إليها طالبين شفاعتها وحمايتها، كما يحتمي الطفل الصغير بحضن أمه - كلما شعر بخطر يدنو منه - لأنه يثق في حنانها. هكذا يشعر كل من يدرك أمومة العذراء وحنانها الفائق، وهي لا تخذل طالبيها. إن أمنا العذراء تصلي وتطلب عنا لدى ابنها الحبيب، الذي لا يرد طلبتها، ذلك، لأن الله وعد أن يُكرم الذين يكرمونه أمثال العذراء العفيفة، كقوله: "لِذلِكَ يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ:... فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ" (1صم 2: 30). وقد أكد الكتاب المقدس على استجابة الله طلبة الأبرار أمثال العذراء، بقوله: "... طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا" (يع 5: 16). إننا نُطَالِّب أمنا العذراء العفيفة، بدالة أمومتها لنا ألاَّ ترفضنا من شفاعتها عند ابنها الحبيب، قائلين لها: "أيتها الأم الطاهرة لا ترفضي الخطاة من شفاعتك، عند الذي ولدتيه..."[14] ولكننا أيضًا لا ننسى أن العذراء بدالة أمومتها لنا تحثنا على الثبات في حبِّ ابنها الحبيب، بقولها لكل منا دائمًا: "... مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ" (يو2: 5). |
|