رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تكلَّم الرسول بولس عن الخدمة، مُشبِّهًا إياه بالجسد. وهكذا نقرأ عن الكنيسة باعتبارها جسد المسيح، والجسد واحد لكن الأعضاء كثيرة، وهو ما يُحدّثنا أيضًا عن الوحدة مع التعددية؛ الوحدة في الجسد الواحد، والتنوع الذي نجده في مواهب مختلفة، وخدمات مختلفة، وأعمال مختلفة «وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ، قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ» (١كورنثوس١٢: ١١). «فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ، هَكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاءٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ، كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ. وَلَكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ، أَمْ خِدْمَةٌ فَفِي الْخِدْمَةِ، أَمِ الْمُعَلِّمُ فَفِي التَّعْلِيمِ، أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ، الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ، الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ، الرَّاحِمُ فَبِسُرُورٍ» (رومية١٢: ٤-٨). فكل عضو من الجسد له عمل فريد، يقوم به بواسطة موهبته الروحية. ومكتوب: «لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ» (١بطرس٤: ١٠)، لذلك ينبغي أن كل مؤمن يعرف الخدمة الُمكلَّف بها من الله ويقبلها بشكر، وكذلك المكان الذي يريده الله فيه، وبالتالي لا يزاحم في خدمة لم يدعُه الرب لها، أو يحتقر خدمة شخص آخر. ولا يجب أن يظن عضو في نفسه الاستقلالية عن باقي الجسد (١كورنثوس١٢: ٢١، ٢٢)، ولا يجب أيضًا أن يظن أحدهم في نفسه عدم الأهمية (١كورنثوس١٢: ١٤-١٩). وتجدر الإشارة أنه كلما تكلَّم الرسول بولس عن ممارسة المواهب الروحية والوظائف الكنسية، فدائمًا يربطها بجسد المسيح، ومسؤولية المواهب المختلفة لبنيان هذا الجسد (رومية١٢؛ ١كورنثوس١٢؛ ١٤؛ أفسس٤). |
|