رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السحابة السريعة القادمة إلى مصر ارتبط حضور الرَّبِّ في الكتاب المقدس بالسحاب، وقد أخبرنا إشعياء النبي عن قدوم الرب إلى أرض مصر على سحابة سريعة، قائلًا: "... هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ..." (إش 19: 1). وقد شبه الوحي الإلهي القديسين والملائكة الأبرار بسُحبِ السماء، التي تحمل الرَّبَّ، لأنهم يعطونه المجد والكرامة، بينما هو حال وسطهم ليباركهم، كقوله: "كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ" (دا 7: 13). هم سحابة عالية شاهدة للرب، لأن قداستهم ظاهرة للناس، كقوله: "لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ..." (عب12: 1). العذراء هي هذه السحابة التي أتى الرب محمولًا على ذراعيها مع يوسف النجار هربًا من هيرودس الشرير، ولكن الوحي الإلهي يخص مجيئه بالسرعة، لأنه مشتاق أن يخلص مصر من أوثانها وخطاياها سريعًا. إن العذراء مريم هي السحابة السريعة أيضًا، لأنها مطيعة كخدامه من الملائكة الغَيُورين، الذين قيل عنهم: "... الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ" (103: 20). لقد ذهبت العذراء السحابة السريعة لتخدم أليصابات بهمة وحب عظيمين، كقول الكتاب: "فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا" (لو1: 39). عندما أتت العذراء مرة أخرى إلى مصر متجلية بمجد عظيم فوق قباب كنيستها بالزيتون في 2 أبريل 1968م، أتمت مهمتها في تخليص الكثيرين من شكوكهم وفتورهم وقلة إيمانهم، وهكذا حطمت الأوثان التي في القلوب، ليملك ابنها وربها على قلوب المصريين، وقد صاحب هذا التجلي ظهور سحاب يُذَكِرُ بما قاله إشعياء سابقًا عن السحابة السريعة. إن العذراء التي ظهرت فوق قباب كنيستها بالزيتون ينبطق عليها وصف السحابة السريعة؛ لأنها أتمت مهمتها في إنعاش الإيمان في الزيتون بسرعة، وذلك بسبب حب الناس لها كأم وديعة وحنون، تخفف آلام الضعفاء والمرضى، وتشيع البهجة والسلام في قلوب الكثيرين. إن وصف "السحابة" "بالسريعة" يخصّ العذراء القديسة بالذات، فلو افترضنا ظهور أي قديس آخر فوق قباب كنيسة الزيتون ما كنت أظن أنه كان ممكنًا أن يلهب الإيمان، ويرد النفوس بنفس هذه القوة والسرعة التي تأثرت بها مصر في عام 1968م نتيجةً لظهور العذراء أم النور. القارئ العزيز... درب نفسك لتقتني هذه الغيرة التي للعذراء في محبتك لله وللناس. أما التباطؤ والتراخي في خدمة الله ومحبة الناس فهو صفة لا تليق بالقديسين. |
|