رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَدْخَلْتَنَا إِلَى الشَّبَكَةِ. جَعَلْتَ ضَغْطًا عَلَى مُتُونِنَا [11]. يسمح الله أحيانًا لأولاده أن يدخلوا في الشبكة التي ينصبها العدو، وأن يُثقل عليهم فينحنون في مذلة، ولكن إلى حين، لأجل تأديبهم وتنقيتهم، أو لأجل تزكيتهم وتكليلهم. هذا ما حلّ بالشعب قديمًا حين خرج من مصر، فتبعهم فرعون وجيشه. وجد الشعب نفسه كما في شبكة، فالبحر أمامهم، والجبال عن يمينهم ويسارهم، وفرعون وجيشه خلفهم، وكأن لا مفرّ لهم. صاروا أشبه بحيوان قد سقط في فخٍ أو شبكةٍ. *قوله: "وضعت أحزانًا على ظهورنا" يدل على الأثقال التي كانوا يحملونها خلال السخرة. الأب أنثيموس الأورشليمي * مع أن طريق الملكوت ضيِّق وكرب بالنسبة للإنسان، لكن متى دخل الإنسان رأى اتساعًا بلا قياس، وموضعًا فوق كل موضع، إذ شهد بذلك أولئك الذين رأوا عيانًا وتمتعوا بذلك. يقول البشر في الطريق: "جعلت ضغطًا(أحزانًا) على قوتنا" (مز 66: 11)، لكن عندما يرون فيما بعد الفرج عن أحزانهم، يقولون "أخرجتنا إلى الخصب"، وأيضًا "في الضيق رحبت لي" (مز 4: 1). حقًا يا إخوتي نصيب القدِّيسين هنا هو الضيق، إذ هم يتعبون متألمين بسبب شوقهم إلى الأمور المستقبلية، مثل ذاك الذي قال: "ويل لي فإن غربتي قد طالت". إذ يتضايقون وينفقون بسبب خلاص الآخرين، كما كتب بولس الرسول إلى أهل كورنثوس قائلًا: "أن يذلني إلهي عندكم إذا جئت أيضًا، وأنوح على كثيرين من الذين أخطأوا من قبل ولم يتوبوا عن النجاسة والزنا والعهارة التي فعلوها" (2 كو 12: 21). كما ناح صموئيل بسبب هلاك شاول، وبكى إرميا من أجل سبي الشعب. هؤلاء عندما يرحلون من هذا العالم، فإنهم بعد الحزن والكآبة والتنهد ينالون سعادة وسرورًا وتهليلًا إلهيًا، ويهرب منهم البؤس والحزن والتنهد. البابا أثناسيوس الرسولي * إن كانت الشباك تُنصَب للطيور ليس ظُلمًا (بدون هدف) كما جاء في الأمثال (1: 17)؛ وبعدلٍ يقود الله البشر إلى الشبكة كما يُقال: "أدخلتنا إلى الشبكة" (مز 66: 11)؛ وإن كان حتى العصفور، أكثر الطيور تفاهة، لا يسقط في الشبكة بدون إذن الآب (مت 10: 29)... ليتنا إذن نصلي ألا نفعل شيئًا يتطلب أن الله لعدلٍ يُدخلنا في تجربة. هذا هو مصير من يترك الله لشهوات قلبه في نجاسة. العلامة أوريجينوس * كل هذه الأشياء تعاني منها الكنيسة باضطهادات عديدة ومتنوعة. إنها تعاني منها في أشخاص أعضائها، وإلى الآن تعاني. فإنه لا يوجد واحد في هذه الحياة يمكنه أن يقول أنه مُستثني من تلك التجارب. القديس أغسطينوس |
|