منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 12 - 2022, 03:06 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,378

لأنّنا إذا شَاركناهُ في آلامِهِ، نُشارِكُهُ في مَجدِه أيضًا



لأنّنا إذا شَاركناهُ في آلامِهِ، نُشارِكُهُ في مَجدِه أيضًا





﴿لأنّنا إذا شَاركناهُ في آلامِهِ، نُشارِكُهُ في مَجدِه أيضًا﴾ (رومة 17:8). أَيّها الأحبّة، وَجدُتُ هَذهِ الآية مِن رِسالَةِ القِدّيس بُولسَ الرّسولِ إلى أَهلِ رومة، خيرَ مَا اَستَهِلُّ بهِ حَديثي حَولَ عيدِ التّجلّي! فاليوم يُشارِكُ التّلاميذُ الثّلاثة، بِشَكلٍ مُسبقٍ وَبِنوعٍ فَريد، مجدَ الْمسيحِ وَعَظَمَتَه، ويُعاينونَ شيئًا مِن جلالِهِ وَعزّتِه وأُبَّهتِهِ. الأمرُ الّذي دَفعَ صَديقَنا بُطرس، أَن يطلُبَ البَقاء والْمكوث فوقَ الجَبل: ﴿رابّي، حَسَنٌ أَن نكونَ هَهُنا﴾. وَمَع ذلك، كَانَ التَّجَلّي مُجرّدَ لَحظةٍ عَابِرةٍ وَتحضيرٍ مُسبَق. فَابنُ الإنسانِ عَليه أَن يَمرَّ بِدَربِ الصَّليبِ وَالآلام، وُصولًا إلى مَذبحِ جَبلِ الجُلجلة، قَبلَ أن يَقومَ ظافِرًا مَجيدًا! وَنَرَاهُ قَد سَمَح لِتَلاميذِهِ الثّلاثة أن يختَبِروا مَعَهُ هَذِه الّلحظة، كَنَوعٍ مِن الإعدادِ الْمُسبَق لِلأصعَبِ الّذي سوفَ يَأتي.



نَسمَعُ بولسَ يُخاطِبُنا قائِلًا: ﴿وَأرى أنَّ آلامَ الزّمنِ الحاضِر، لا تُعادِلُ الْمجدَ الّذي سَيَتَجلّى فينا﴾ (رومة 18:8). فَنَحنُ الّذينَ نَنتظِرُ الْمَجدَ الأبديَّ الآتي، الّذي أَعَدَّهُ اللهُ لَنا قَبلَ إنشاءِ العالم (راجِع متّى 34:25)، لا نُعفَى ولا نُستَثنَى مِن الألمِ الحاضِر، الّذي يُصيبُ كلَّ بَشَر! وَلكن، قُبولَنَا لِلألمِ كمُؤمنين، على مِثالِ الْمَسيح، هو مَا يُعطي آَلامَنَا قيمَةً ومعنىً مُختَلِفَ! فَالألمُ في حياةِ الْمؤمِن، لَحظاتٌ لا بُدَّ مِنَها كَسَائِر البَشر، ولكنّ الْمُعاناةَ أنتَ من تختارُها، عِندما تجعلُ مِن آلامِكَ سَببًا لِيَأسِكَ وَبؤسِكَ وَعَويلِكَ وَنَوحِكَ الدّائم، كَمَن لا رَجاء لَهُم (راجع 1 تسالونيقي 13:4). فَمَهمَا حَاوَلتَ وَجَاهدتَ لِتصنَعَ لِنَفسِكَ خيمةً من الْمَجدِ والاستقرارِ الدّائم، فأعلَم أن سيأتي حَدَثٌ وموقِفٌ يُسقِطُ الخيمَةَ فوقَ رأسِك!



أيُّها الإخوةُ والأخواتُ، عيدُ التّجلّي عيدٌ سيّدي يَخُصُّ السّيدَ الْمسيح. فيه نَذكُرُ حَدَثَ تَمَجُّدِهِ أَمَامَ أَعينِ تَلاميذِه، وَبحضورِ أَهمِّ قُطبينِ في العَهدِ القديم: موسى مُمثِّلًا عن الشّريعة، وَإيليّا مُمثِّلًا عن الأنبياء، شَهادةً عَلَى أنَّ الْمسيحَ لَه الْمجد هو تمامُ الشّريعةِ وكمالُ النّبوءات. ثُمَّ أنَّ هذا العيد يَقعُ دومًا في السّادسِ مِن شَهر آب، أَي قَبل أَربعينَ يوم مِن عيدِ ارتفاعِ الصّليب، الّذي يقع في الرّابعِ عَشر من شَهر أيلول. فَالْمَسيح الّذي يَتَجَلّى اليوم فَوقَ الجبل، سَيَتجلّى أيضًا وَبِنَوعٍ آخر فوقَ جبلِ الجُلجلةِ، بِصُورَةٍ لا تَقِلُّ عَظَمَةَ وَمَهابة!



عيدُ التَّجَلّي هوَ عِيدُ التَّغيير، وَلعلَّ وَصفَ الإنجيليين لِحدثِ التَّجَلّي، والهيئةِ الّتي أصبَحَ عَلَيها يَسوع، يُشيرُ إلى هَذا التّغيير. حتّى أنَّ الكَلِمَةَ اليونانيةَ لهذا العيد هي (Metamorphosis)، أَي تَغَيّرٌ وَتَبَدُّل. فَالتّجلي دعوةٌ للتّغييرِ والتّبدُّل، مِن الهيئةِ الأرضيةِ التّرابيّة، إلى الهيئةِ السّماويةِ الرّوحيّة، فَنَحيا حَياةَ اللهِ أبينا، بِشَكلٍ مُسبَق ومِن الآن، حَتّى وإن كُنّا لابسين لِهذا الجسد. ويَبقى التّغييرُ الأهمُّ والأسمى، ذاكَ الّذي يُصيبُنا بعدَ موتِنا، عِندّما: ﴿يُغيّرُ هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير، فَيَجعَلُه عَلى صُورةِ جَسَدِه الْمَجيد﴾ (فيلبّي 21:3). فَمَا دَعوتُنا إلّا سَعيٌ دائِمٌ ومتواصِلٌ لِلتّشبُّه بالْمسيحِ في كُلِّ شيء، حَتّى نَبلُغ يومًا التَّشَبُّه أيضًا بمجدِه الخالِد.



أَخيرًا يا أحبّة، لا بُدَّ لَنا مِن التَّعريجِ عَلى مَوقِف بُطرس، الّذي يَطلُبُ صُنعَ خِيامٍ ثلاث. فهوَ سعيد برفقةِ الرّبِّ الْمَجيد، ولا يرغبُ بالعَودَة إلى الحياةِ السّابِقة. وَلعلَّ هَذهِ أَبرزُ خِبراتِنا الرّوحية مَع الله. فَكم هي جميلةٌ وعَظيمةٌ تِلكَ الّلحظات الّتي فيها نَشعرُ بالسعادة والغبطةِ مع الله، ولا نرغبُ بأن نَتركَها أو تترُكَنا. وَكَم نَنزعِجُ عِندَمَا نَفقِدُ تلكَ الّلحظات، ونَشعرُ مِن جَديدٍ بِقساوةِ الحياةِ وَصُعوباتِها وَشَدائِدِها.



وَهذا مَا يُذَكّرنا بِأنَّ حَياتَنا فعلًا هي مُجرّدُ خيمة، والخيمةُ بيتٌ لا استقرارَ فيه، سُرعانَ ما تُفكُّ وَتُنقَل. فَلا تُعلّق رَجَاءَك بخيامٍ ستزولُ يومًا. وَهذا ما يجعلُنا نختمُ مع كلماتِ بولس الرّسول، في رسالتِه الثّانية إلى أهل قورنتوس: ﴿وَنحنُ نَعلمُ أنَّهُ إذا هُدِمَ بَيتُنا الأرضي، فَلَنا في السّمواتِ مَسكِنٌ مِن صُنعِ الله، بَيتٌ أبديٌّ لَم تَصنَعهُ الأيدي﴾ (2قورنتوس 1:5). فَقبلَ وُصولِنا إلى ذاكَ البيتِ الأبدي، إلى ذاكَ الْمَجد الخالِد، لا بُدَّ لَنا أن نجتازَ دربَ الصّليبِ والآلام، وُصولًا إلى الْمجدِ الّذي لا يَزول!

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فَالْمَسيحُ قَبلَ أَنْ يَدخُلَ في مَجدِه، اجتَازَ دَربَ الآلامِ
(متى 6: 29 ) أَقولُ لكُم إنَّ سُلَيمانَ نَفسَه في كُلِّ مَجدِه
لأنّنا نحن عمله
لأنّنا نحن عمله
ذِكرَى آلامِهِ المقدَّسَة - القمص أثناسيوس جورج


الساعة الآن 04:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025