رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِأنَّكُم بِمَعزلٍ عنّي، لا تَستَطيعونَ أنْ تَعمَلوا شيئًا (يوحنّا 5:15) الْمَسيحيُّ في الْمُجتَمع، يَمتازُ بِرفْعَةِ أَخلاقِهِ وَسُلوكِه وصلاحِ مِثالِه، بِسُمُوِّ إيمانِهِ وَإنْسَانيّتِه، بِأَدبِه وَعَلمِهِ وَثَقافتِه، بِهندامِهِ وَحِشْمَتِهِ وَصَفَاءِ فِكْرِهِ وَنَزاهَةِ أَعمَالِه. هَذَا مَا يُميِّزُنا كَمَسيحيّين، وَهَذَا مَا يُعطينَا فَرَادَتَنا الجَميلة. فَالْمسيحيُّ لم يَكُن أَبَدًا مَسْأَلَةَ عَدَدٍ، بِقَدرِ مَا هُوَ نَهجُ حَياةٍ وَأسلوبُ عَمَلٍ وَتَصرُّف. عِنْدَها فَقَط: ﴿يَرَى النّاسُ أَعْمَالَكُم الصّالِحة، فَيُمجِّدوا أَبَاكُمُ الّذي في السّموات﴾ (متّى 16:5). أَمَّا مَا وَمَن خَالفَ ذلِك، فَهوَ لَيسَ مِنَ الْمَسيحِ بِشيء، إنّما هيَ مِنَ الرُّوحِ الدُّنيويّةُ الّتي تَسَلَّلَتْ لِقُلوبِ كَثيرين، مَع كُلِّ أسف، ضَارِبينَ بِسُلوكِهِم الْمُشين أَسْوَأَ الأمْثِلة. أَمْثَالُ هَؤلاءِ تَنْطَبِقُ عَليهم أَوصَافُ يُوحنّا، لَمَّا أَنْذَرَ قَائِلاً: ﴿وَأَمَّا التِّبنُ فَيُحرِقُهُ بِنارٍ لا تُطْفَأ﴾ (متّى 12:3). |
|