رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«بَعْدَ كُلِّ هذَا حِينَ هَيَّأَ يُوشِيَّا الْبَيْتَ، صَعِدَ نَخُوُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى كَرْكَمِيشَ لِيُحَارِبَ عِنْدَ الْفُرَاتِ. فَخَرَجَ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ... وَأَصَابَ الرُّمَاةُ الْمَلِكَ يُوشِيَّا، فَقَالَ الْمَلِكُ لِعَبِيدِهِ: “انْقُلُونِي لأَنِّي جُرِحْتُ جِدًّا”. فَنَقَلَهُ عَبِيدُهُ مِنَ الْمَرْكَبَةِ وَأَرْكَبُوهُ عَلَى الْمَرْكَبَةِ الثَّانِيَةِ الَّتِي لَهُ وَسَارُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَمَاتَ وَدُفِنَ فِي قُبُورِ آبَائِهِ» (٢أخبار٣٥: ٢٠-٢٤). «بعد كل هذا» مات الملك دون أن يتجاوب مع صوت التحذير الذي يمكن أن يوصله الرب لمؤمن من خلال نبي كبير أو حتى عدو شرير. فلماذا تدخل يوشيا في معركة بين الأمم طالما لم تكن تخص شعب اللّه؟ أفما كان يجب أن يعتبر أن هذه الأحداث موجهة من الرب وتمنعه من التدخل؟ إن الدخول في معارك الناس، والمشاركة في سياساتهم، والجري في خططهم، إنما مصيره الهزيمة المؤكدة. ليتنا لا ننسى أن اللّه له اليد العليا في كل ما يجري في العالم. أمثال فرعون نخو، ليس سوى أداة يستخدمها اللّه لتحقيق ما يريده اللّه وليس الإنسان. مات يوشيا التقي في أوج شبابه مبكرًا، مجروحًا بجرح خطير. المؤسف ليس فقط في موته المأساوي بل المحزن إنه مات بطريقة مشابهة لموت الملك الشرير “آخاب”. وفي هذا درس وعبرة لنا جميعًا، أن المؤمن الذي يتصرف بالاستقلال عن إرادة الله - مهما كان ماضيه وتقواه - حتمًا سيفقد مركزه وتأثيره وثمره الحلو. |
|