إننا لا نقرأ أن الضال ركض عندما قرَّر الرجوع لأبيه، فكل ما قيل عنه: «فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ» (ع٢٠). ولكنه قيل عن الأب أنه «رَكَضَ»! وهذه هي الآية الوحيدة في كل الكتاب التي تُظهر الله وهو في عجلة! في تجديد الخليقة نرى الله يعمل كل شيء بترتيب، أو يُمكننا أن نقول بتمهل. في كل شيء آخر عدا هذا الأمر، يظهر الله وهو يعمل بهدوء وتأني، كما يتناسب مع من له الأبدية كلها تحت إمرته. ولكن نجد هنا ما يمكن أن نطلق عليه “نفاذ صبر المحبة الإلهية”! والصورة توَّضح حقيقة كون الله مُبطئًا في الغضب، ومُسرعًا إلى الغفران. إذ إنه لا يُسّرُّ بموت الشرير، بل هو توَّاقٌ ومُتلهِّف، بل مبتهج أيضًا، أن يُخلِّص الخطاة.