|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من العبارات التي تبدو صعبة في عظة الجبل تلك التي نطق بها المسيح قائلاً: «لَا تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلَّا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ» (متى٧: ٦). ما معنى «لاَ تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِير»ِ؟ ١. طبعًا ليس المقصود البشارة بالإنجيل، فالرب علمنا أن نذهب للعالم أجمع ونكرز بالإنجيل للكل دون استثناء. ٢. الْمُقَدَّسَ والدرر هما ما يخص الله، أي تعاليم الحقائق الإلهية؛ المسيح ولاهوته وسموه وما يخص كنيسته أيضًا. هذه هي أقداس الله ويجب أن نتصرف فيها ومعها بكل تقدير واحترام. ٣. لم يقصد بهذا التشبيه الخطاة البعيدين عن الله، لأن الله يحب الخطاة وبذل ابنه لأجلهم «وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رومية٥: ٨). بل عندما أراد المسيح أن يتكلم عن رجوع الخاطئ الضال قال: «افْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ» (لوقا١٥: ٦). ٤. قصد الرب بالكلاب والخنازير نوعية خاصة من الناس، هم أقرب بكثير لهذه الحيوانات عن البشر!! فالكلاب توصف بالقسوة والشراسة، وهذا ما وصف به المزمور صالبي المسيح «لأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ» (مزمور٢٢: ١٦). كما أن الخنازير توصف بمحبتها للقذارة والنجاسة. ٥. فالمعنى ببساطة ألا نلقي بالحقائق والتعاليم المقدسة أمام شخص مستهزئ ويصر على الاستهزاء بأمور الله، ويجب ألا نتهاون أبدًا في مثل هذا الأمور ونتمادى في الحديث معه ومحاولة إقناعه بما نقول. والحكيم سليمان يقول: «مَنْ يُوَبِّخُ مُسْتَهْزِئًا يَكْسَبُ لِنَفْسِهِ هَوَانًا وَمَنْ يُنْذِرُ شِرِّيرًا يَكْسَبُ عَيْبًا» (أمثال٩: ٧). ويلوم الرب على مثل هؤلاء المستهزئين بالقول «إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ تُحِبُّونَ الْجَهْلَ وَالْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِالاِسْتِهْزَاءِ» (أمثال١: ٢٢). |
|