لنبدأ بهذا العنصر من الطبيعة، فنقرأ مثلاً عن المسيح «فَتَقَدَّمَ كَاتِبٌ وَقَالَ لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ» (متى٨: ١٩، ٢٠ ولوقا٩: ٥٧، ٥٨)، فهذا الإنسان الراغب في تبعية المسيح أراد معرفة طبيعة الأماكن التي يمكن أن يقيم فيها المسيح؛ فإن كانت مريحة سيتبعه، وإن كانت مُتعبة قد يعيد النظر في تبعيته.
ولهذا عندما ردَّ عليه المسيح المُعلِّم، استخدم الثعالب كوسيلة إيضاح، وقارن نفسه بها؛ فرغم أن الثعالب تقضي كل يومها في الخارج بحثًا عن فريسة تقتلها، بفضل تمتعها بعين ثنائية الرؤية تجعلها ترصد بدقة حركة ضحاياها، لكنها في النهاية تعود لأوجرة قد حفرتها، وهي عبارة عن أنفاق تحتوي على غرف متعددة تستخدمها الثعالب للنوم وتخزين الطعام.